للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتحدثون عن المهر، وكم بلغ من الأرقام القياسية ... ؟! كأنما خرجوا من حلبة سباق أو مزايدة على سلعة!!

فإن المرأة ليست سلعة في سوق الزواج كي نسلك بها هذا المسلك الماديِّ البحت.

وهذه المغالاة في المهور يكون من نتائجها السلبية:

١ - جعل أكثر الشباب عزبًا وأكثر البنات عوانس.

٢ - حصول الفساد الأخلاق في الجنسين عندما ييأسون من الزواج فيبحثون عن بديل لذلك.

٣ - حدوث الأمراض النفسية لدى الشباب من الجنسين بسبب الكبت، وارتطام الطموح بخيبة الأمل.

٤ - خروج كثير من الأولاد عن طاعة آبائهم وأمهاتهم وتمردهم على العادات الطيبة والتقاليد الكريمة الموروثة.

٥ - غش الولي بامتناعه من تزويجها بالكفء الصالح الذي يظن أنه لا يدفع لها صداقًا كثيرًا، رجاء أن يأتي من هو أكثر صداقًا ولو كان لا يُرضي دينًا ولا خلقًا!! ولا يُرجى للمرأة السعادة معه.

٦ - تكليف الزوج فوق طاقته، مما يجلب العداوة في قلبه لزوجته وأهلها.

* إذا كانت هذه سلبيات المغالاة في المهور: فما حكمها شرعًا؟

الحاصل في حكم المغالاة في المهور، بالنظر في الأدلة الواردة في هذا الباب أن يقال:

١ - المشروع تخفيف الصداق وعدم المغالاة فيه:

* قال صلى الله عليه وسلم: "خير الصداق أيسره" (١).

* وقال ابن القيم بعد ما أورد جملة من الأحاديث في الصداق:

"فتضمنت الأحاديث ... أن المغالاة في المهر مكروهة في النكاح وأنها من قلة بركته وعسره" (٢).

* وقال عمر بن الخطاب:


(١) مستدرك الحاكم (٢/ ١٨٢).
(٢) «زاد المعاد» (٥/ ١٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>