للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(و) اتخاذ خيمة في مؤخرة المسجد يعتكف فيها: لأن عائشة رضي الله عنها كانت تضرب للنبي صلى الله عليه وسلم خباءً إذا اعتكف (١)، وكان ذلك بأمر منه صلى الله عليه وسلم (٢).

(ز) أن يضع فراشه أو سريره في المسجد: فعن ابن عمر «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اعتكف طُرح له فراش أو يوضع له سرير وراء إسطوانة التوبة» (٣) ويشعر بهذا حديث أبي سعيد ففيه: «... فلما كان صبيحة عشرين نقلنا متاعنا ...» الحديث (٤).

(ح) الخطبة وعقد الزواج للمعتكف (٥): وهذا لا بأس لأن الاعتكاف عبادة لا تحرم الطيب فلم تحرم النكاح كالصوم وهذا مشروط بعدم الجماع كما تقدم.

(ط) ويجوز اعتكاف المرأة المستحاضة (٦): لكن ينبغي لها أن تتحفظ لئلا تلوث المسجد، فلها أن تخرج لتتحفظ ونحوه، صيانة للمسجد.

فعن عائشة قالت: «اعتكَفَتْ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة مستحاضة من أزواجه فكانت ترى الحمرة والصفرة فربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي» (٧).

هل يجوز للحائض الاعتكاف؟

اعتكاف الحائض مبني على مسألتين، الأولى: هل يلزم للاعتكاف صوم؟ والثانية: هل تدخل الحائض المسجد؟

فمن رأى أنه يلزم للاعتكاف صوم منع اعتكافها لأنها لا تصوم، وكذلك من رأى أن الحائض لا تدخل المسجد يمنع اعتكافها فيه (٨).

وقد تقدم تحرير المسألتين في موضعهما من هذا الكتاب فليراجع، والله أعلم.

فائدة: إذا اعتكفت المرأة في المسجد استترت بشيء: فإن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لما أردن الاعتكاف أمرن بأبنيتهن فضربت في المسجد، ولأن المسجد يحضره


(١) صحيح: أخرجه البخاري (٢٠٢٣).
(٢) صحيح: مسلم (١١٧٣).
(٣) حسن: أخرجه ابن ماجه (٦٤٢ - الزوائد).
(٤) صحيح: أخرجه البخاري (٢٠٤٠).
(٥) «الموطأ» (١/ ٣١٨)، و «المحلى» (٥/ ١٩٢)، و «المغنى» (٣/ ٢٠٥).
(٦) «المجموع» (٦/ ٥٢٠)، و «المغنى» (٣/ ٢٠٩).
(٧) صحيح: أخرجه البخاري (٢٠٣٧)، ومسلم (٢٤٧٦).
(٨) «جامع أحكام النساء» (٢/ ٤٣٠) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>