١ - وجود حكم سابق في القرآن الكريم يؤيد رأي أبي بكر.
٢ - هذا الرأي يتضمن الرحمة التي هي أوسع من كل شيء.
٣ - شبه النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المذكور أبا بكر بإبراهيم وعيسى وشبه عمر بنوح وموسى.
٤ - رأي النبي كان موافقا لرأي أبي بكر.
٥ - أقر رب العالمين أيضا هذا الرأي.
٦ - صح ظن أبي بكر، فقد أسلم فيما بعد كثير من هؤلاء الأسرى، وأصلح المسلمين بمال الفدية أحوالهم.
والحاصل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أطلق سبعين من أسرى بدر بعد قبول الفدية، وكان قد أبقاهم كضيوف على المسلمين ولا تزال بياناتهم مسطرة، وقد قالوا أن أهل المدينة كانوا يهتمون بهم أكثر من أولادهم، وقتل من الأسرى اثنان (عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث). وكان هذا العقاب لسبب جرائمهم السابقة التي جعلت من قتلهم أمرا ضروريا.
وبعد غزوة بدر، أسر المسلمون مائة رجل وامرأة في غزوة المصطلق، وأطلق سراحهم جميعا دون فدية. وقد أكرم النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة منهم - هي جويرية - بإدخالها في أمهات المؤمنين.
وفي الحديبية أسر ثمانون من مهاجمي جبل التنعيم فأطلق النبي سراحهم دون شرط ودون فدية.
وفي غزوة حنين أطلق سراح ستة آلاف رجل وامرأة دون فدية ودون شرط، وأعطى النبي - صلى الله عليه وسلم -، من عنده مالا عوضا عن فك بعض الأسرى، وسرح معظمهم بعد أن أعطاهم هدايا.
ويثبت من كل هذه الوقائع والدلائل أن رحمة للعالمين - صلى الله عليه وسلم - كان يعامل أعداء المهاجمين له بعد الانتصار عليهم برحمة ولين. وتذكر كتب الأحاديث واقعة تبادل بين الأسرى.
وكان من أثر هذه التربية الطاهرة التي ربى عليها النبي أصحابه، أن قام الخلفاء