هناك ثلاثة أمور، تحكم بصفة عامة جميع الأديان وجملة بلاد العالم حكما لا يجرؤ أحد على الخروج عليه. وهي:
١ - النسل أو العرق.
٢ - اللغة.
٣ - اللون.
١ - فالحقوق التي منحت للبراهمة بالهند منحت لهم على أساس العرق دون غيرهم من الكشتريين والويش والمنبوذين، والحقوق التي منح بنو لاوي من الناحية الدينية على بني إسرائيل، والحقوق التي تمتع بها بنو يهوذاه بين أولاد يعقوب في مجال الحكم، والتفوق الذي تحقق لقريش على سائر قبائل العرب، كل ذلك معروف ومسلم به لدى الجميع.
٢ - تحقق لكل لغة نوع من التفوق على غيرها من اللغات بفضل دعم حكومتها فغلبت السنسكريتية على لغة (براكرت وتامل)، والعبرية على غيرها، واللاتينية على لغات أوربا، والإنجليزية على لغات مستعمرات الإنجليز، والفارسية على لغات الهند وكابول وخراسان وتركستان حينما كانت هذه البلاد خاضعة لأهل الفارسية، والعربية على جميع لغات العالم حينما كان العرب يصفون غيرهم بالعجم. وقد تم تقسيم الحقوق الإنسانية على أساس الاشتراك في اللغة أو الاختلاف فيها.
٣ - وكانت هناك تفرقة في الحقوق والمناصب على أساس اللون أيضا، مثل الأحمر والأصفر والأسمر والأبيض والأسود، والمعاملة التي عامل بها الحكام والملوك من يختلف معهم في اللون يبكي عليها تاريخ العالم دما لا دمعا.
ولكن الإسلام، وهو دين الله الواحد هدم أسس هذه التفرقة، ورفع المنحطين، وقدم دينا واحدا لجمع شمل الأمم والبلاد.
١ - فقد قال عن التفرقة على أساس النسل والأصل:
{وبدأ خلق الإنسان من طين (*) ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين} (السجدة: (٨,٧).