وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق ... ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم [١٢/ ١٤، [ص:١٧٨] إنجيل يوحنا اصحاح ١٦. (٢) كتب د. دريبر في كتابه المسمى "الدين والعلم" (وقد ترجمه إلى الأردية مولوي ظفر علي خان الشاعر والصحفي الشهير) أن الدين النصراني في بدايته كان يقوم بتلقين ثلاثة مبادئ لسنوات عديدة أولها: حق الله أي يجب على الإنسان أن يعظم الله ويمجده، وثانيها: حق الذات أي يجب على الإنسان أن يكون خيرا بذاته، وثالثها: حق العباد أي يجب عليه أن يحسن إلى أبناء جنسه. وبعدها كتب الدكتور سابق الذكر أن الوقوف جيدا على الإصلاحات والتعديلات التي طرأت على الدين النصراني من جراء التأثيرات الخارجية ولا تزال فيه حتى اليوم، يستلزم مطالعة ما كتبه تريلتين سنة ٢٠٠ م، في روما حين كان النصارى يتعرضون لشتى أنواع الاضطهاد في عهد سيويرس. ولم يرد ذكر التثليث فيما كتبه تريلتين، وهناك رد على مسألة الكفارة، لأنه كتب يقول: إن الله قرر الثواب والعقاب طبقا لأعمال الإنسان خيرها وشرها، فهو يهب اللذة السرمدية للصالحين، ويدخل السيئين في النار الأبدية. ثم يكتب الدكتور المذكور أن الوثنية دخلت النصرانية في عهد الملك قسطنطين، وتأسس المجلس الأول للأساقفة تحت رئاسته عام ٣٢٥ م، وبعدها جرت عادة انعقاد المجالس، وبدأ كل مجلس يدخل إصلاحات وتعديلات جديدة في الدين والعقيدة. وعلى هذا فإن ما ذكرناه صفة للقضايا (التي اصطنعوها) هو تعبير دقيق ويجب أن نتذكر أن الإصلاح الذي قام به النبي - صلى الله عليه وسلم - في قضايا النصارى، قد قبلته فرق النصارى المختلفة تدريجيا