للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلكون الزوجة سكنا للزوج ووجود المودة والتجاذب بين الزوجين خير لكليهما.

وقال تعالى: {عربا أترابا} (الواقعة: ٣٧).

وهذه هي الميزة التي تميز صنف المرأة.

[جمال المواشي والأنعام]

قال تعالى: {ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون} (غافر: ٦).

إن الناس ينظرون إلى البهائم التي تحلب والتي تجر السواقي والعجلات، وهي تجتمع خارج القرية صباح مساء، والناس يمدحون هذه المواشي وأصحابها، وبذلك يفرح هؤلاء الأصحاب فتتهلل وجوههم بشرا. وإلى هذه الحالة تشير الآية المذكورة.

[في حيوان الركوب زينة]

قال تعالى: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة} (النحل: ٨).

إن استخدام هذه الحيوانات لحمل الأمتعة والأشياء وللركوب معروف. ولكن الإسلام أشار بزيادة كلمة ((زينة)) إلى أنه يهتم بجمال كل شيء أيضا ويحث على تقديره.

الزينة في سائر الأشياء الأرضية:

قال تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا} (الكهف: ٧).

فالإسلام هو الذي أبرز كون الأشياء زينة وجمالا للأرض. فالخضرة النابتة على وجه الأرض زينة، والأشجار المرتفعة إلى السماء وأغصانها المتمايلة وأوراقها المورفة كلها تزين الأرض وتزيدها بهاء والأزهار المختلفة اللون والثمار المتنوعة والأوراق الغريبة الأشكال والجبال ذات الخواص المختلفة والثلوج المتراكمة على قمم الجبال والرمال المنبسطة على وجه الأرض وشلالات الماء والمراعي الخصبة والغابات الكثيفة والأودية والأنهار والمعمورة والفلوات، كل ذلك يزيد الكرة الأرضية جمالا وبهاء بأمكنتها وأحوالها وأشكالها.

هذه الأشياء كلها زينة وحلية للأرض. والإسلام هو الذي أبرز محاسنها وجمالها، فهو دين الحسن والجمال، والآية المذكورة تتضمن مع إبراز جمال الصنع الرباني مقارنة أيضا، وهي إشارته إلى العمل الحسن للعبد، فالقدرة الإلهية التي خلقت الإنسان جميلا، وجعلت كل شيء مخزنا للجمال والزينة، كيف لا تتطلب من الإنسان

<<  <   >  >>