وهي تخبر عن طاعة أبي بكر وعمر لله تبارك وتعالى، وتوعد من يعصى بالعقاب، والأجر الحسن ليس خاصا بالآخرة بل إنه يتضمن الدنيا أيضا، وهو تنبؤ مستقل عن بلوغ جنود أبي بكر وعمر المكانة السامية للحضارة والمدنية وإن إمارتهم ستكون أيضا ذات محاسن.
وتحقق هذا التنبؤ ويصدقه تاريخ البلاد والأمم بوضوح مما يعد دليلا قطعيا على كون القرآن الكريم كلام الله.
[ثلاثة تنبؤات عن بعض الغزوات النبوية الخاصة]
تنبؤ عن غزوة بدر:
قال تعالى:{وإن يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتوذون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين}(الأنفال: ٧).
اشترك في غزوة بدر من المسلمين من لم يتمكن من إعداد العدة للحرب، ومن هنا ودوا أن تتم مواجهتهم مع العدو غير المتسلح حتى تكون الكفتان متساويتين، ولكن الله تعالى جاء بالأعداء المدججين بالآلات الحربية، وكانوا قد تقدموا ثماني مراحل متجهين للحرب معلنين بوضوح أنهم يريدون الهجوم على المدينة، وكان عددهم ثلاثة أضعاف عدد المسلمين، ولم يكن من سبيل للمقاومة في الظاهر، ولكن صدق كلام رب الجنود، وانتصر أهل الحق، وانهزم الكفار هزيمة نكراء وقطع دابرهم، وأخبرت الآية التالية أيضا عن غزوة بدر:{سيهزم الجمع ويولون الدبر}(القمر: ٤٥).
وقد أخرج البخاري عن عكرمة أن عمر قال: لما نزلت ((سيهزم الجمع ويولون الدبر)) جعلت أقول: أي جمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر رأيت النبي (ص) يثبت في الدرع وهو يقول: ((سيهزم الجمع)).
تنبؤ عن غزوة خيبر: وهو يتضمن تنبؤ عمن بايعوا بيعة الرضوان، قال تعالى:
{لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا}(الفتح: ١٨).
هذه الآية عن صلح الحديبية، وقد رأى فيه المسلمون أنهم منعوا حق العبادة (أي