للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الرابع]

المعجزات النبوية (ص)

المعجزة مشتقة من العجز، وهي مقابل القدرة، وأخذ هذا المعنى من العجز، وهو مؤخر الإنسان، ويلاحظ هذا المعنى في قوله تعالى: {كأنهم أعجاز نخل منقعر} (القمر: ٢٠).

ويفهم منه التأخر في أمر، ثم عدم القدرة والعجز.

والعجوز (رجلا كان أو امرأة) من عجز عن كثير من الأمور بسبب تقدم السن.

والقرآن حكى قول قابيل حين رأى غرابا يواري غرابا آخر في التراب:

{يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب} (المائدة: ٣١).

وقال الله تعالى لطغاة الكفار:

{واعلموا أنكم غير معجزي الله} (التوبة: ٢).

وبعد هذا المعنى اللغوي انتشر استعمال كلمة ((المعجزة)) في أفعال نبوة أنبياء الله التي تظهر شأن نبوتهم.

ولا يعرف تاريخيا متى استعملت هذه الكلمة في المعنى المذكور، ومن أول من استعملها بهذا المعنى، ولكن الذي أطمئن إليه هو أن هذه الكلمة لم تستعمل في المعنى المذكور في كلام الله ولا في كلام النبي (ص) ولا في كلام نبي آخر. والآن ننتقل إلى تعريف المعجزة:

فالذين أرادوا بالعجزة المعنى المذكور قالوا: المعجزة هي الأمر الخارق للعادة.

وبعد ذلك يقعون في بحث: ما إذا كان من الممكن خرق العادة؟ وتفسر ((العادة)) باستمرار قوانين الطبيعة، ويفسر ((الخرق)) ببطلان الاستمرار المذكور، وينقسم الكتاب عند هذه النقطة إلى أقسام:

<<  <   >  >>