أم المساكين زينب بنت خزيمة رضي الله عنها: كانت تدعى أم المساكين في الجاهلية، تزوجها أولا طفيل ثم تزوجها عبيدة وهما ابنا الحارث بن عبد المطلب عم النبي - صلى الله عليه وسلم -. ثم تزوجها عبد الله بن جحش ابن عمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخو زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها. فلما استشهد عبد الله بن جحش في غزوة أحد تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - وعاشت بعد النكاح شهرين أو ثلاثة أشهر وهي أخت أم المؤمنين ميمونة لأم.
أم المؤمنين أم سلمة (هند) رضي الله عنها: هي هند بنت أبي أمية المعروف بزاد الركب بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وينتهي نسبهما إلى عبد الله بن عمرو المخزومي.
وهي ممن أسلموا قديما وأسلم أبو سلمة بعد عشرة رجال. وكانت أمه برة بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحمزة وأبو سلمة كلهم إخوة من الرضاعة. هاجرت مع زوجها إلى أرض الحبشة ثم عادا إلى مكة. ولما أراد أبو سلمة وأم سلمة الهجرة إلى المدينة مع ولدهما سلمة، انتزع أهل أبي سلمة من أبي سلمة ولده وقالوا: اذهب أنت وحدك وليس لك من الابن شيء فإنه منا. وكذلك انتزع منه أهل أم سلمة أم سلمة، وقالوا: ليس لك منها شيء. وكان أبو سلمة رجلا قوي الإسلام، راسخ العزم، فأبى إلا أن يهاجر إلى المدينة المنورة، فأخذ سبيله إلى الله والرسول، وبقيت أم سلمة في مكة، وكانت تخرج كل غداة وتجلس بالمكان الذي كانت فارقت فيه زوجها، وما زالت تبكي طوال السنة.
ثم خرجت أم سلمة مهاجرة إلى المدينة وخرج معها عثمان بن أبي طلحة حامل مفاتيح الكعبة وكان يومئذ كافرا. فكان ينزل بناحية منها إذا نزلت، ويسير معها إذا سارت، ويرحل بعيرها وينتحي إذا ركبت، فلما نظر إلى نخل المدينة قال لها هذه الأرض التي تريدين. ثم سلم عليها وانصرف.
شهد أبو سلمة بدرا وجرح يوم أحد جرحا اندمل ثم انتقض فمات منه - وذلك لثلاث مضين لجمادي الآخرة سنة ثلاث من الهجرة - وكان يقول: اللهم أخلفني في أهلي بخير. وقد خلف وراءه أطفالا صغارا.