للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبمدلول قوله تعالى: ((بحبل من الله)) يوجد اليهود في تركيا وإيران والمغرب وتونس تحت إمرة المسلمين يدفعون لهم الجزية.

وبمدلول من قوله تعالى: ((بحبل من الناس)) يسكنون في روسيا وأمريكا وفرنسا وانجلترا خاضعين لأقوام أجانب، دافعين الضرائب العديدة.

وقد أنفق اليهود في الحرب العالمية الأولى (١٤ - ١٩١٨ م) ملايين الدولارات على الاتحاديين حتى يعترفوا لهم بدولة صغيرة حرة في بقعة من الأرض وظنت كل دولة كانت تأخذ منهم الذهب أن مطلب اليهود يمكن تحقيقه في المناطق المهزومة، فلما انتهت الحرب وحان موعد الوفاء طلب من اليهود أن يسكنوا فلسطين ويؤسسوا لهم دولة تابعة فيها، ولم يتحقق هذا الشرط بأكمله إلى الآن، ولم يعترف سكان فلسطين السابقون بسيادة اليهود.

وبصرف النظر عن الصورة العملية نلاحظ ماذا يقدم لليهود؟ لا شيء سوى معونات لدولة تابعة، واقرأوا الآن آيات القرآن الكريم بتمعن، إن عبارة ((بحبل من الناس)) عبارة تحمل معنى واسع جدا.

إن كلبا يكون عند غني يتمتع باللبن واللحم وغيره، ولكن القيد لا يفارق عنقه، فهل يبلغ منزلة يظن فيها نفسه أعلى من إنسان فقير حر، لمجرد أن الإنسان لا يجد من الغذاء ما يجده ذلك الكلب؟ إن هذا الوضع نفسه هو وضع يهود فلسطين، إن قيد ((بحبل من الناس)) لن يفارق رقابهم. وهذا تنبؤ عظيم أعجز دبلوماسية وزراء دول أوربا كلها. تنبؤ عن تباغض اليهود:

قال تعالى: {فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة} (المائدة: ١٤).

يوجد الآن لدى اليهود اثنتان من التوراة، الأولى: يونانية، والثانية: سامرية.

ويكفر أتباع توراة أتباع توراة أخرى بصورة قاطعة، ولا يسمحون بأن يتكلم أحد من أتباع توراة مع أحد من أتباع توراة أخرى. وحسب تنبؤ القرآن يستمر بينهم هذا البغض والعداوة.

[ثلاثة تنبؤات عن النصارى]

التنبؤ الأول عن ثروتهم:

قال تعالى: {قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض

<<  <   >  >>