{لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون}(آل عمرن: ١١١).
كان اليهود يتآمرون سرا، ويحرضون قبائل العرب ضد المسلمين ويتجسسون ضدهم، ويمدون الثائرين على المسلمين بالمال والسلاح، ولكن لم يشف كل ذلك صدورهم فجاهروا بالحرب والقتال.
كانوا أعلم بفنون الحرب، فكانت لديهم وحدهم آلات هدم الحصون، وكانوا وحدهم يستخدمون المنجنيق، ولذلك كانت قبائل العرب كلها تخشاهم وتطيعهم، ولذا كان التنبؤ عن انهزامهم بعيدا عن تصديق الكفار، ولكن ما حدث مع يهود بني قينفاع وبني النضير وبني قريظة وخيبر وفدك وتيماء ماثل أمام المؤرخين، فقد لقيت كل قبيلة منها المصير الذي تنبأت به الآية.
وهذه الآية تضمنت ثلاث تنبؤات:
١ - لن يضر اليهود المسلمين شيئا أكثر من الإيذاء.
٢ - ولو قاتلوا المسلمين للحقتهم الهزيمة وكان النصر حليف المسلمين.
٣ - وبعدها لا ينصرون.
ومثل هذا التنبؤ عن اليهود المنتشرين في مئات الأميال من الأرض لا يصدر إلا عن رب العالمين الذي يملك مشارق الأرض ومغاربها وينصر من يشاء.
٢ - قال تعالى عنهم:
{قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين (*) ولا يتمنونه أبذا بما قدمت أيديهم} (الجمعة: ٦؛ ٧).
كان ادعاء اليهود العام أنهم أبناء الله وأحباؤه، فطالبهم القرآن بتمني الموت إن صدقوا في ادعائهم، ولاشك أن الحياة الدنيا حجاب لأولياء الله، ولو زال هذا الحجاب لواجه الحبيب الحبيب.