للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل أخذوا من النبي (ص) العاطفة القلبية التي مسحت دموع المساكين وداوت المجروحين، فمثلا نشر أبو بكر رضي الله عنه الإسلام في قبائل بني أمية وفهر وتيم ومخذوم وأسد وعدي، وأدخل الشعب الحبشي والبربري والسوداني في جماعة {مسفرة ضاحكة مستبشرة} (١) ورفع خاتم الخلفاء على المرتضى صوت النصرة والمعية في آل هاشم وآل بني طالب، وبلغ طفيل بن عمرو الدوسي هذه الرسالة إلى البادية، وعروة بن مسعود الثقفي إلى قمم الجبال بالطائف، وأنشأ مصعب بن عمير في المدينة المنورة مدرسة للتبليغ، ورفع جعفر بن أبي طالب (الطيار) نداء الرسالة في بلاط النجاشي ملك الحبشة.

وخفف هذا المشهد الميمون عن النبي (ص) العبء وأقر عينه، وصار له قوة في العضد وسندا للظهر وسكينة للقلب؛ والحقيقة أن ذلك كمال اختص به سيدنا محمد النبي

الأمي ..

[الخاصية السادسة]

{ورفعنا لك ذكرك} (٢)

١ - من ذا الذي لم يسمع صوت الأذان مع نسيم الصباح المنعش ممن يسكنون على امتداد الشاطئ الغربي للمحيط الأطلنطي وحتى الشاطئ الشرقي لنهر ((هوانكهو))؟ ومن ذا الذي لم يشعر في صمت الليل أن كلمة ((أشهد أن محمدا رسول الله)) تزيده حيوية ومتعة؟ (٣).


(١) سورة عبس: ٣٨ - ٣٩.
(٢) سورة الشرح: ٤.
(٣) أخرج البغوي بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) أنه سأل جبريل عليه السلام عن هذه
الآية (ورفعنا لك ذكرك) قال: قال الله تعالى: إذا ذكرت، ذكرت معي. وعن ابن عباس يريد الأذان والإقامة والتشهد والخطبة على المنابر. وفيه يقول حسان بن ثابت:
أغر عليه للنبوة خاتم ... من الله مشهود يلوح ويشهد وضم الإله اسم النبي مع اسمه ... إذ قال في الخمس المؤذن أشهد وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد
(معالم التنزيل على هامش لباب التأويل ٧/ ٢١٩).

<<  <   >  >>