اسم سيدنا وإمامنا ونبينا ((محمد))، وهذا الاسم آية عظيمة من آيات القدرة الإلهية على أن مسماه إمام الأنبياء وسيد الكون وما فيه، وقد سبق شرحه تحت آية {محمد رسول الله}.
وينبغي أن نشير إلى أسماء بعض أهله، هي بمثابة إرهاص لنبوته (ص)، اسم والده (عبد الله) واسم والدته (آمنة) واسم مرضعته (حليمة)، أي أن قدسيته (ص) تأتي من أن جسده الأطهر تكون بدم العبودية، وأتم مراتب الوجود في بطن الأمن، وارتضع لبن الحلم والأناة، فهل تم اجتماع هذه الأسماء بمحض الصدفة؟ كلا، بل تبرز القدرة على علو شأن هذا المولود السعيد، وتدل على أن المولود الذي تجتمع في كيانه هذه الفضائل لابد أن يكون محمدا حقا.
والآن تأملوا كيف أن المعنى اللغوي لاسم النبي (ص) يتضمن تنبؤا، فإن عالم الغيب والشهادة أظهر للعالمين أن مسمى هذا الاسم يمدح ويثنى عليه في الدنيا بالتوالي وباستمرار وأكثر من أي إشارة في العالم، فمن ذا الذي تتحرك باسمه ألسنة ملايين الناس وتخفق أفئدتهم؟
ومن ذا الذي يصدح باسمه على منارات المساجد العالية فيهز الأسماع؟
ومن ذا الذي تهدى سيرته المقدسة العباد في كل لحظة من لحظات الحياة وعلى كل مستوى وفي كل مكان؟ ومن ذا المحمود في أفعاله ومحمود في تعاليمه؟ ومن ذا الذي وصلت رفعته من الأرض إلى عنان السماء؟ ومن ذا الذي وسع تعليمه البر والبحر؟
١ - لاشك أنه محمد، اسمه محمد، ومسماه أيضا محمد، وللحمد نسبة خاصة بذاته الطيبة.
فاسم مقام شفاعته مقام محمود، ولقبت أمته بالحمادون، وافتح كتابه بالحمد لله رب العالمين.