أرى من المناسب قبل الانتهاء من الحديث عن الحرب أن نلقي الضوء على معاملات النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أسرى الحرب.
كانت الأمم والحكومات قبل الإسلام تتعامل مع أسرى الحرب بوحشية تقشعر منها الأبدان.
كان تعامل النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الأسرى يتم بطريقتين:
- الاعتاق بعد دفع الدية.
- الاعتاق والعفو عن الدية.
وقد وقع الأسرى في يد المسلمين أول مرة في غزوة بدر وكانوا أهل مكة، ألد أعداء المسلمين، وقد عرض النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم أولا على الصحابة، فقال بعض الصحابة ومعهم أبو بكر الصديق بأخذ فدية عن الأسرى وإطلاق سراحهم، وأيدوا رأيهم هذا بأمرين:
١ - يمكن الاستفادة بالفدية في إصلاح عتادهم وعدتهم.
٢ - يمكن لهؤلاء الأسرى أن يدخلوا الإسلام بعد إطلاق سراحهم، فعسى الله أن يهديهم إلى الإسلام.
وكان رأي عمر الفاروق ومن معه من الصحابة هو قتلهم، وقالوا في تأييد رأيهم أن:
١ - هؤلاء أئمة الكفر وقادة الشرك لذا يجب الإطاحة برقابهم.
٢ - لقد نصرنا الله عليهم ولهذا فعلى المسلمين أن يقتصوا منهم.
فأعجب النبي - صلى الله عليه وسلم - برأي أبي بكر، أي أخذ الفدية من الأسرى، على أن يقوم من لا يستطيع دفع الفدية بتعليم أولاد الأنصار القراءة والكتابة.
ويظن بعض الناس حتى الآن أن رأي عمر الفاروق كان الأصوب، ويستدلون على ذلك بالجزء الأول من الحديث الذي يذكر أنه لما كان من الغد رأى عمر رسول الله وأبا بكر يبكيان ولكن طائفة من العلماء ترجح رأي أبي بكر مستدلة بالأسباب التالية: