{إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي}(سورة طه: ٩٤).
والحمد لله على أن القرآن الكريم طهر شأن هذا الرجل الكريم وإلا فأهل الكتاب كانوا يصفون إمامهم بأنه صانع للأصنام ودع إلى الوثنية!!!.
وهل يقول عاقل بعد هذا كله أن القرآن يكرر موضوعات الكتاب المقدس في قصصه؟
داود عليه السلام: اقرأوا سفر صموئيل الثاني واقرأوا فيه الأصحاح الحادي عشر الذي ورد فيه ذكر شبع امرأة أوريا الحتى وذكر داود عليه السلام وفي آخره:
" وضمها (داود) إلى بيته وصارت له امرأة. فقبح (هذا الفعل) في عيني الرب ".
والحمد لله على أنه لا توجد في القرآن مثل هذه القصة عن داود بل على العكس يثني القرآن عليه:{يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق}(سورة ص: ٢٦)
ويقول بعض الناس إن قول الله:{وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب}. (سورة ص: ٢١).
يتضمن قصة أورياه هذه. ولا يصدر مثل هذا القول إلا ممن استولت على مشاعره القصة الواردة في الكتاب المقدس. ذلك لأن القرآن الكريم لا توجد فيه حتى إشارة إلى هذه القصة. ومن الطريف أن القصة التي ذكرها القرآن عن قدوم هؤلاء الخصم وتسورهم المحراب لا يوجد لها ذكر في الكتاب المقدس وذلك يدل على أنهما قصتان تختلف إحداهما عن الأخرى تماما.
فالقصة التي ذكرها القرآن يثبت منها أن يكون ولاة الأمر ورجال الحكم أكثر اهتماما بإقامة العدل وتعميم القسط منه بأداء النوافل، وأن يختاروا لمسكنهم موضعا يتسنى للمستغيث الوصول إليه ولا يواجه الفقراء من الرعايا العراقيل والعقبات في الاستغاثة بهم (١).
(١) بعد كتابة المقال المذكور بأشهر اتفق لي أن قرأت كتاب الفصل لابن حزم وقد أبطل هذا الإمام ظن الذين يصفون هؤلاء الخصم ملائكة ويقولون إن المراد بالنعاج النساء وبقوله (إنما فتناه) صدور إثم عن داود. انظروا الجزء الرابع [ص:١٨].