للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - بذكائه وتفهمه للأمور فأرضى الجميع بتصرفه الحكيم، إذ بسط رداءه ووضع عليه الحجر وطلب من رئيس كل قبيلة أن يقبض على طرف ردائه، ولما انتهوا إلى موضع الحجر، رفعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووضعه في ركن الكعبة حيث يكون بدء الطواف حولها -.

وهكذا قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - بتصرفه الحكيم والبسيط على حرب دامية، فقد كان العرب في تلك الأيام يتقاتلون على أتفه الأسباب كسقي الإبل، وسباق الفرس، وتفضيل قوم على قوم في الشعر، وقد لا تنتهي مثل هذه الحروب طوال عشرات السنن.

[قرب زمن البعثة]

قبل البعثة بسبع سنوات كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشاهد نورا ولمعانا (١) وطالما كان يفرح حين يشعر بهذا النور (٢)، لم يقترن هذا النور بصوت أو بصورة، وكلما قرب زمن البعثة كلما مال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى العزلة والخلوة، فكان - صلى الله عليه وسلم - يحمل معه في معظم الأحيان الماء والسويق ويذهب إلى مكان في جبل (٣) يبعد عن المدينة عدة أميال يقال له غار حراء،


= (والملائكة بعد ذلك ظهير) والملائكة بالملابس البيضاء الصافية كانوا مع رسول الله، وكان - صلى الله عليه وسلم - يحب اللباس الأبيض، وكانت رايته أيضا بيضاء، وكانت الراية البيضاء ترفع لوقف الحرب وعقد الصلح.
ك - "يخرج من فمه سيف قاطع" هذا هو الجهاد، ومن شرع عليهم الجهاد ورد ذكرهم في تلك الرؤيا ١٩ باب ١٧ حتى ٢١.
ل - "سيحكم بالعصا الحديدية" ورد ذكر نفس الشيء في الزبور ٢ - ٩، والنتيجة المأخوذة من تكرار كلمات الزبور في الرؤيا هي أن من تصدق عليه هذه الكلمات يأتي بعد يوحنا وهو بالتأكيد محمد رسول الله لأنه لم يجتمع الوحي والنبوة والسلطة المحكمة لأحد غيره.
م - "إن بنفسه قلق مكتئب داخل غضب الله وسخطه، إن دمار القبائل المتمردة وعقاب كسرى وقيصر على عصيان النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بسخط من الله.
ن - "مكتوب على فخذه وعلى ردائه هذا الاسم: ملك الملوك وإله الآلهة" من ألقاب النبي - صلى الله عليه وسلم - "إمام الأنبياء"، و"سيد المرسلين" وهذا هو المقصود من كلمات الرؤيا.
المؤلف.
(١) في الصحيحين عن ابن عباس.
(٢) سفر السعادة ط أفضل المطابع كلكتا ١٢٥٢، [ص:٣١].
(٣) يقال له اليوم جبل النور وانظر "سفرنامه حجاز" للمؤلف.

<<  <   >  >>