فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبحان الله، وبيده هذا إنما شفعت إلى ربي عز وجل، فمن الذي يشفع ربنا إليه: لا إله إلا هو العظيم وسع كرسيه السماوات والأرض.
ثم دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - لهؤلاء القوم بالمطر ومما حفظ من دعائه.
"اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت، اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا طبقا واسعا عاجلا غير آجل، نافعا غير ضار، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق ولا محق، اللهم اسقنا الغيث وانصرنا على الأعداء".
[وفد سلامان]
ضم هذا الوفد سبع عشرة شخصا قدموا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال سنة ١٠ هـ وكان فيهم حبيب بن عمرو، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أي الأعمال أفضل فقال: الصلاة في وقتها، ثم شكوا إليه جدب بلادهم، وطلبوا أن يدعو الرسول لهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللهم اسقهم الغيث في دارهم.
فقال حبيب: يا رسول الله، ارفع يديك وادع، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورفع يديه ودعا.
وحين عاد الوفد إلى بلاده عرفنا أن المطر قد نزل في ذلك اليوم الذي دعا فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - (١).
[وفد نجران]
يفهم من تدبر الأحاديث التي وردت تحت عنوان "وفد نجران" أن رؤساء نصارى نجران حضروا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مرتين، ونورد هنا هذا الأمر بالترتيب.
في رواية أبي عبد الله الحاكم عن يونس بن بكير، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى أهل نجران كتابا يدعوهم فيه إلى الإسلام، وحين قرأ الأسقف الكتاب ذعر ذعرا شديدا، وارتعد، فاستدعى على الفور شرحبيل بن وداعة وكان من قبيلة همدان، وما كان ليتخذ رأيا في موضوع هام دون أخذ رأيه.
دفع الأسقف إليه الكتاب فقرأه.
(١) زاد المعاد المجلد الأول، [ص:٥٠٥]، و ٣/ ٦٥٤، وابن سعد ١/ ٢٩٧.