للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((اللهم حرم دم ابن ثعلبة على المشركين)) (١).

فكان هذا الصحابي يحمل على المشركين دون خوف ويخوض صفوفهم ثم يرجع سالما.

[دعاء العفة]

٣ - أخرج أحمد في ((مسنده)) والبيهقي في ((شعب الإيمان)) عن أبي أمامة قال: إن فتى شابا أتى النبي (ص) فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا مه مه، فقال:

((ادنه)) فدنا منه قريبا، قال: فجلس، قال: ((أتحبه لأمك؟)) قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لأمهاتهم)) قال: ((أفتحبه لابنتك؟)) قال: لا والله، يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لأخواتهم)) قال: ((أفتحبه لعمتك؟)) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لعماتهم)) قال: ((أفتحبه لخالتك؟)) قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: ((ولا الناس يحبونه لخالاتهم)) قال: فوضع يده عليه، وقال: ((اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحصن فرجه)) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء (٢).

كان النبي (ص) في حواره هذا يهدف إلى إقناع الرجل بأن الشرع لو سمح بالزنا فالزانية لابد وأن تكون بنتا أو أختا أو أما أو خالة أو عمة لغير الزاني، وهذه القرابات القريبة لا يتحمل أحد من الناس أن يوجد فيها الزنا، فطلب السماح بالزنا كما أنه ينافي فطرة الإنسان الغيور هو ينافي كذلك فطرة جميع أفراد البشر، ولذا لا يحب أحد الزنا. وبعد توضيح هذه النكتة دعا النبي (ص) للسائل.

٤ - أخرج البخاري عن ابن عباس أن رسول الله (ص) بعث بكتابه رجلا، وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه، فدعا

عليهم رسول الله (ص) أن يمزقوا كل ممزق (٣).


(١) مجمع الزوائد (٣٧٩/ ٩).
(٢) مسند أحمد ٥/ ٢٥٦ - ٢٥٧.
(٣) البخاري ١/ ١٥٤ رقم ٦٤، ودلائل النبوة للبيهقي ٣٨٨/ ٤.

<<  <   >  >>