ومن هنا لجأت إلى تكوين لجان ثابتة كبديل عن المحاولات الفردية التي كانت تهدف إلى إيذاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.
[جماعة المستهزئين]
تكونت لجنة برئاسة أبي لهب، وعضوية خمس وعشرون من رؤساء مكة، وكان السؤال المطروح على تلك اللجنة هو ماذا يقال في حق محمد لأولئك القادمين من مناطق بعيدة خارج مكة حتى لا ينخدع هؤلاء بحديثه فيعترفون بعظمته.
فقال أحدهم: فلنقل أنه كاهن.
فقال وليد بن مغيرة (وكان عجوزا داهية): لقد رأيت الكهان فأين زمزمة الكهان من كلام محمد، لا يجب أن نقول مثل هذا الكلام الذي يجعل قبائل العرب تظن فينا الكذب أيضا.
فقال آخر: نقول أنه مجنون.
فقال وليد: ما هو بمجنون.
فقال ثالث: نقول إنه شاعر
فقال وليد: لقد عرفنا الشعر كله بجميع أنماطه وأشكاله وكلام محمد لا يشبه الشعر.
فقال أحدهم: نقول إنه ساحر.
فقال وليد: إن ما عليه محمد من طهر وعفاف لا يجعل له أي صلة بالسحرة، فأين هو من أوضاعهم النحسة وعاداتهم القذرة.
[عجز الأعداء عن وصف الرسول]
بعد أن عجز الجميع قالوا: إذن أخبرنا يا عمنا ماذا نقول؟. فقال وليد، حقا إن لقوله لحلاوة هكذا نقول إن كلامه سحر يفرق به بين الابن وأبيه وبين الأخ وأخيه وبين المرء وزوجه (١)، ولهذا يجب عليهم أن يحذروه.
وفي نهاية الجلسة اتفق المجتمعون على القرارات التالية: