تحققت هذه الرؤيا بعد سنة واحدة وقد عاش النبي - صلى الله عليه وسلم - ثماني سنوات بعيدا عن مكة، ونكب أهلها خلال هذه الفترة بالجدب والحرب، وإذا كانت رؤيا يوسف فيها شيء من الاستعارة فإن رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - أوضح وأظهر من أي استعارة فقد ظهرت عيانا وإلى ذلك تشير كلمة "بالحق" في الآية المذكورة.
٢ - وجهت إلى يوسف التهمة باسم امرأة العزيز، ووجهت التهمة إلى النبي باسم امرأة زيد كذلك، وإذا كان هناك فرق داخلي بين الواقعتين فهو رمي يوسف بالفاحشة واتهام النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه تزوج من زوجة ابنه.
٣ - كانت مؤامرة إخوة يوسف ضد يوسف عليه السلام هى:{اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا}(سورة يوسف: ٩).
وكانت مؤامرة قريش ضد النبي - صلى الله عليه وسلم - هى:{وإاذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك}(سورة الأنفال: ٣٠).
نجحت مؤامرة إخوة يوسف فألقوه في غيابة الجب ولكن الله حفظ النبي - صلى الله عليه وسلم - من شر أعدائه.
٤ - دخل إخوة يوسف عليه يقولون له:{يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا}(سورة يوسف: ٨٨).
وكذلك ابتلى أهل مكة بالجدب ومسهم الضر بعد هجرة النبي إلى المدينة وهو ما ورد في الآية التالية:
{فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ... يغشى الناس هذا عذاب أليم}(سورة الدخان: ١٠، ١١) وبذلك فسر ابن مسعود رضي الله عنه هذه الآية كما في صحيح البخاري.
٥ - أوفى يوسف لإخوته الكيل من مصر. وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمامة بن أثال أن يرسل الغلة من نجد إلى أهل مكة.
شعيب عليه السلام: أرسل شعيب عليه السلام نبيا إلى قوم مشركين أغنياء مطففين الكيل ولذلك كانت مواعظه في معظمها خاصة في الأموال بعد دعوته لهم بالتوحيد.