للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومع هذا فإن أحدا من النصارى لا يعتقد بأن يعقوب كان عبدا لعيسو، رغم ورود هذه الألفاظ.

وفي بيوت دهلى العريقة ينادون الإبنة بالأمة ولكن لا يفهم أحدا من هذا النداء أن هذه البنت الإبنة أمة.

وآمل ألا يبقى في ذهن القارئ أي إشكال بعد ذكر هذه الأدلة.

[سيدنا إسماعيل عليه السلام]

سيدنا إسماعيل عليه السلام هو أول أبناء خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، ولد من بطن السيدة هاجر، وسماه أبوه إسماعيل (التكوين (١٦/ ١٥) ويعني "سميع الله" وقد ورد هذا المعنى في التوراة في سفر التكوين هكذا:

"وقد سمع الله لصوت الغلام حيث هو" التكوين ٢١/ ١٧.

وقد ختن في ذلك اليوم الذي ختن في إبراهيم عليه السلام، لأنه صدر الأمر في ذلك اليوم، فقد قال الله لإبراهيم عليه السلام: "أما أنت فتحفظ عهدي أنت ونسلك من بعدك في أجيالهم هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر" (التكوين ١٧/ ١٠).

وهكذا فإسماعيل هو أول من امتثل لعهد الله في أول يوم من نزول هذا العهد فصار "ابن العهد" وللأسف لا يتأمل المسيحيون فضيلة هذا المولود المبارك التي ذكرت هنا.

وكان إبراهيم عليه السلام قد أسكن إسماعيل وأمه هاجرة في المكان الذي توجد فيه مكة اليوم، ثم قام إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام بعمارة الكعبة، وقد ورد في القرآن الكريم: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل}.

وكان زواج إسماعيل عليه السلام من ابنة مضاض سيد قبيلة بني جرهم (١)، وكانت بنو جرهم من أشهر قبائل العرب القديمة، وكان مضاض هو الحاكم الأوحد في منطقته، وكان الزواج من سلسلة هذه الأسرة الكريمة بسبب الكرامة الذاتية للسيدة هاجر وفضيلتها الموروثة.

وهو الأمر الذي لا يمكن أن يخفى على العرب الذين احترفوا التجارة وكانوا يذهبون


(١) في صحيح البخاري "فمر ناس من جرهم فنكح فيهم امرأة".

<<  <   >  >>