أما النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان يتيما فلم تتحقق له فرصة التعامل مع والديه. إلا أنه قد عاشت في عصره أم أيمن رضي الله عنها وكانت مولاة حبشية ربت النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجرها فكان يكرمها إكراما ويزورها في بيتها ويناديها بأمي بعد أمي، ويجلس ابنها أسامة على فخذ والحسن على أخرى. وكان العباس عما للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيناديه بأبي وهذا كله يدل على ما كان يتصف به النبي - صلى الله عليه وسلم - من صفة البر والكمال.
عيسى المسيح عليه السلام: إن سمو شأن المسيح عليه السلام واضح بين الأنبياء الكرام. وفي القرآن أن جدته كانت دعت الله وقت ولادة أمه مريم الصديقة:
١ - {إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم}(سورة آل عمران: ٣٦).
وقد علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضا أن يستعيذ بربه ويقول:
{وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين ... وأعوذ بك رب أن يحضرون}(سورة المؤمنون: ٩٧، ٩٨).
٢ - وورد في القرآن عن مريم وابنها عيسى عليهما السلام:(وآويناهما إلى ربوة} (سورة المؤمنون: ٥٠).
هذه الآية تتعلق بطفولة عيسى عليه السلام وهي تدل على أنه نشأ وترعرع في رعاية الله وكنفه.
وقال تعالى في شأن النبي - صلى الله عليه وسلم -: {ألم يجدك يتيما فآوى}(سورة الضحى: ٦).
كان عيسى بلا أب وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضا قد فقد أباه حين ولد فأمرهما سواء في الحرمان من العطف الأبوي والرحمة الأبوية.
٣ - نقل كلام عيسى عليه السلام في القرآن الكريم وهو:{إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا}(سورة مريم: ٣٠).
وقال سبحانه في شأن نبيه - صلى الله عليه وسلم -: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ... قيما}(سورة الكهف:٢، ١)