للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الغسل والتكفين]

وكان علي رضي الله عنه يغسل النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول:

بأبي أنت وأمي، لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والإنباء وأخبار السماء، خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك، وعممت حتى صار الناس فيك سواء، ولولا أنك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع لأنفدنا عليك ماء الشئون، ولكان الداء مماطلا والكبد مخالفا وقلالك ولكنه ما نملك رده ولا يستطاع دفعه، بأبي أنت وأمي اذكرنا عند ربك، واجعلنا من مالك (١).

وكفن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثواب (٢).

وضع جسد النبي حيث كانت وفاته، وصلى عليه أولا أهل بيته ثم الرجال فالنساء ثم الصبيان، ولم يكن هناك إمام في الصلاة، وكانت حجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ضيقة لهذا كان يدخل عشرة أشخاص تباعا، ولهذا استغرقت الصلاة وقتا طويلا فتأخر دفنه إلى ليلة الأربعاء (٣) أي دفن بعد الوفاة باثنتين وثلاثين ساعة.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

وكان الناس يقرأون في الصلاة عليه هذا الدعاء:

"إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم ربنا لبيك وسعديك صلاة الله البر الرحيم والملائكة المقربين والنبيين والصديقين والصالحين وما سبح لك من شيء يا رب العالمين، على محمد بن عبد الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين الشاهد البشير الداعي بإذنك السراج المنير وبارك عليه وسلم (٤).


(١) نهج البلاغة [ص:٢٠٥] ط تبريز سنة ١٢٢٧هـ.
(٢) شرح مسلم للنووي، وكتاب الأمم للإمام الشافعي رحمه الله.
(٣) يظهر من رواية الترمذي أن طريقة أداء الصلاة هذه كانت من اقتراح أبي بكر الصديق ووافق عليها علي رضي الله عنه.
(٤) الزرقاني (٨/ ٢٩٣) المطبعة الأزهرية بمصر ١٣٢٨ هـ.

<<  <   >  >>