هناك مثل معروف يقول: كلام الملوك ملوك الكلام. والقرآن الكريم هو كلام الملك الحقيقي مالك الملكوت الذي خلق الكلام وعلم قطعة اللحم النطق، وعلم العظم السمع، وعلم الأعصاب إدراك الكلام، والذي نشأ بأمره وإرادته اختلاف الألسنة وتباين اللغات في أولاد أب واحد وأم واحدة.
إن بعض الكتاب النصارى الذين يخفون التعصب تحت ستار البحث يعترفون بكثير من محاسن القرآن الكريم، ولكنهم بعد ذلك يدعون أنه كلام محمدي.
ونسأل مثل هؤلاء الناس:
١ - أليس اتصاف الإنسان بكونه مؤلفا لكتاب مثل القرآن هو الشرف الأعلى، فلماذا حرم النبي (ص) نفسه شرف كونه مؤلفا لمثل هذا الكتاب الأسمى؟
٢ - أيتلطخ مؤلف كتاب مثل القرآن برذيلة مثل الكذب؟
وهل الكتاب الذي علم ألوفا من الناس الصدق، وغير أحوال العرب في سنوات قلائل، وأثبت في القلوب عقيدة وجود الله الحي القيوم أحيا مئات الألوف من الناس، يخرج من قلب ولسان رجل لا يكون بنفسه صادقا؟
فكروا في النقطتين، إن موقف مؤلفي العالم كله يؤيد ما قلنا، وتصدق فلسفة الفطرة الإنسانية هذه الحقيقة.
والآن نتوجه إلى إنجيل النصارى، فمنه يتضح أن خبر إرسال كلام الله إلى الدنيا كان قد جاء قبل آلاف السنين.
١ - جاء موسى إلى قومه بألواح الوصايا العشر فشك فيها القوم.
٢ - طلب القوم أن يكلم رب إسرائيل موسى بحضرتهم.
٣ - ذهب موسى بمن اختارهم من قومه إلى الطور، فغشيهم الظلام هناك، وظلل الغمام وهبت الريح بسرعة وشدة ولمع البرق واشتد الرعد وزلزلت الأرض واضطربت الجبال.