للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذاك هو الصعوبة التي يتعرض لها أتباع أسوة الرسول (ص) في اتباع الصفات الملائكية، ويسهل العذر لمن كفروا به فيتفوهون بما يريدون.

ولما ثبت كون النبي (ص) من نسل بني آدم ومن الجنس البشري عظم بذلك شأن جميع بني آدم أيضا، وتشجع الحريصون على اتباعه (ص)، وحبب لهم اقتداء الرسول (ص).

٣ - وقد ذكر البغوي والخازن أن ابن عباس والزهري وابن محيصن قرأرا ((من أنفسكم)) بفتح الفاء من النفاسة، ومعناه أنه من أشرفكم وأفضلكم (١).

وبذلك يثبت كون النبي (ص) أفضل الخلق في طهارة الأصل ولطافة الطبع ونقاء الذات، وإلى ذلك تشير الآية الكريمة.

[الخاصية التاسعة عشرة]

{عزيز عليه ما عنتم} (التوبة: ١٢٨).

فعل ((عز يعز)) بفتح العين يعني الصعب والشاق.، ((عنتم)) من العنت بمعنى المشقة والفساد والهلاك والخطأ وغير ذلك. فمعنى الآية: يشق على النبي (ص) كل ما يشق

ويصعب عليكم، ويؤلمه ما يؤلمكم.

وكان النبي (ص) متساويا مع الكفار والمؤمنين في هذه الصفة.

١ - كان النبي (ص) يتألم كثيرا حينما يرى الكفار ملطخين بأعمال الكفر والشرك، ماضين إلى العاقبة السيئه، مصير كل كافر ومشرك، إنهم بإصرارهم على الشرك أشبهوا الشخص الذي يحفر حفرة ليقع فيها فيهلك.

وربما ازداد به الألم حتى أنزل الله تعالى كلامه لتهدئته وتسليته (ص).

يقول تعالى: {فلا يحزنك قولهم} (يس: ٧٦).

ويقول: {ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} (آل عمران: ١٧٦).

وورد في حادث بدر أنه لما أسر المشركون في بدر، وأتي بهم، بات النبي (ص) تلك


(١) معالم التنزيل على هامش لباب التأويل (٣/ ١٤٠).

<<  <   >  >>