واسم أختها عمرة بنت الحارث التي روت حديث "الدنيا خضرة حلوة" (١).
أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها: هي أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف. وأمها صفية بنت أبي العاص بن أمية.
كانت من بين من سبقوا في الإسلام، وكانت أولا عند عبيد الله بن جحش، وكان قد هاجر إلى أرض الحبشة مسلما، ثم تنصر هنالك وبقيت أم حبيبة مسلمة بأرض الحبشة. تركت أباها وإخوتها وعشيرتها ووطنها في سبيل الإسلام. وكان زوجها وسيلة لها في الغربة ولكنه ارتد فلم يكن لها أحد. ولما بلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسل عمرو بن أمية الفهري إلى النجاشي بأن يبلغ أم حبيبة خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إليها النجاشي جارية له كانت تقوم على ثيابه ودهنه، وكانت أم حبيبة قد رأت في المنام أن أحدا يناديها بأم المؤمنين، ولما سمعت خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شكرت الله وأعطت الجارية سوارين من فضة كانتا عليها وخواتيم من فضة كانت في أصابعها سرورا بما بشرت به، وقد عقد النجاشي نفسه جلسة عقد الزواج وحضرها جعفر بن أبي طالب ومن معه من المسلمين، وخطب النجاشي فقال: "الحمد الله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم - صلى الله عليه وسلم -. أما بعد! فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فأجبت ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أصدقتها أربعمائة دينار". ثم سكب الدنانير بين يدي القوم. فتكلم خالد بن سعيد وكان وكيل أم حبيبة، فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أما بعد! فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فبارك الله لرسوله عليه السلام. ودعا النجاشي بطعام فأكلوا وقد قال النجأشي إن سنة الأنبياء أن تعقد الوليمة بعد عقد انزواج.
توفيت أم المؤمنين أم حبيبة سنة أربع وأربعين من الهجرة بالمدينة. ولما حضرتها الوفاة قالت لعائشة وأم سلمة: إن الضرائر لتكون بينهن مشادة، فإن قلت شيئا فاعفوا