للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسوف يرى أهل الإيمان المشهد الكامل لذلك يوم الدين، حيث ينالون أكثر مما يطلبون ويسألون، وأكثر مما يتوقعون بمئات الدرجات.

[الخاصية العاشرة]

(النبي الأمي) (١)

من المؤكد أن أحدا من الأنبياء لم يلقب بالرسول النبي الأمي سوى سيدنا محمد (ص) هذا، والاطلاع على الأقوال الطيبة التي ذكرها العلماء عن كلمة ((الأمي)) يزيد القراء فرحا وبهجة.

ألف: الأمي نسبة إلى أم القرى، وقد سمى الله تعالى مكة أم القرى.

{ولتنذر أم القرى ومن حولها} (٢).

وطبقا لقول المؤرخ الألماني المعروف ((سبرينجر)) و ((سكريدر))، فإن رأي المؤرخين الذي يجعلون البلاد العربية الموطن الأصلي لأبناء سام، سديد جدا، والروايات الإسلامية الصحيحة أيضا تدل على أن أول بلدة نشأت في الجزيرة العربية كانت مكة المكرمة، حيث أقامت القبائل الرحل وتحولت إلى حياة العمران والتمدن بعد حياة البربرية والوحشية، والحاصل أنه يثبت من التاريخ والرواية أن مكة هي أم القرى. ولنعرج الآن على دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي دعا به عند تأسيس مكة: {رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات} (٣). ومن دعائه أيضا: {وابعث فيهم رسولا منهم} (٤).

ويتضمن دعاء الخليل أمرين عجيبين؛ الأول: طلب الفواكه والثمرات بكثرة لأهل البلدة التي عرفت بأنها غير ذي زرع. ومن تأثير هذا الدعاء أننا نرى أسواق مكة تتراكم فيها الفواكه والخضروات من مختلف الأنواع. وهذه العلامة الظاهرة تدل على أن الله تعالى شرف دعاء الخليل بالقبول.


(١) سورة الأعراف: ١٥٧.
(٢) سورة الأنعام: ٩٢.
(٣) سورة البقرة: ١٢٦.
(٤) سورة البقرة: ١٢٩.

<<  <   >  >>