{يا أيتها النفس المطمئنة (*) ارجعي إلى ربك راضية مرضية (*) فادخلي في عبادي (*) وادخلي جنتي} (الفجر: ٢٧ - ٣٠).
وهذا هو ما يقال للعبد عند رحيله من الدنيا وبهذا القول يسر المؤمن يوم القيامة إذ يدخل ضمن جماعة عباد الله المصطفين، ويدخل في الجنة، إذ ينال النعمتين كما يشير إلى قوله:{راضية مرضية}.
١١ - والعجز فخري: العبارة المشهورة عامة هي العجز فخري إلا أن علماء الحديث صرحوا بأن عبارة الفقر فخري لم تثبت عن النبي (ص).
ذكر صاحب مجمع البحار أيضا عبارة ((والعجز فخري)) (١).
ومعنى العجز الضعف، ويدخل تحت هذا المعنى أنها عدم القدرة على الفعل المفوض ولا يمكن أن يتناسب هذا مع ذات النبي (ص) لأن حياته كلها سعي واجتهاد ونموذج للجد والعمل الكامل.
فالمراد بالعجز هو العجز لدى الواحد الأحد وهذا المعنى يصدق على جلال رب العالمين وعلى أحوال خاتم النبيين.
انظروا إلى الأثرياء، كيف يكون تكابرهم واغترارهم بعد قليل من النجاح. ثم انظروا إلى سيرة الرسول الأكرم (ص)، الرسول الذي نال النصر من كل ذرة في الأرض وكل نجم في السماء، وخضعت لحكمه النفوس، وارتج لعظمته ما بين السماء والأرض ومع هذا فهو يعترف بعجزه ويتضرع إلى الله الأحد الصمد، كل لحظة وساعة، وهذا العجز هو مغخرة له (ص).
انظروا إلى الكلمات الزاكيات لأدعية الرسول (ص)، التي تزيل غفلة القلب وحجاب الروح، فيستيقظ بها قلب الغافل ويسجد أمام سطوة الله وجبروته.
وكنموذج أذكر دعاء واحدا حتى يتدبر القراء أسلوبه ويدركوا علو منزلته، ويقدروا عجز القلب الذي خرجت منه هذه الكلمات، ويروا كيف أنه يعتز بافتقاره ويربي عليه أتباعه: