للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء

فإن أبي ووالدتي وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء

فقالتا: أليس ممن لعنه الله في الدنيا والآخرة بما قال فيك؟ فقالت: لم يقل شيئا (١).

توفيت في سبعة عشر من رمضان سنة سبع وخمسين من الهجرة في سن ثلاث وستين ودفنت بالبقيع.

أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها: هي بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كانت قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي السلمي، وكان ممن تقدموا في الإسلام. هاجر هجرتين إلى المدينة، وشهد بدرا وأحدا وأصيب في غزوة أحد فتوفي بالمدينة، وكان أخوه عبد الله بن حذافة السلمي صحابيا وكان شجاعا وشاعرا.

ولما تأيمت حفصة ذكرها عمر لأبي بكر وعرضها عليه فلم يرجع أبو بكر كلمة فغضب من ذلك عمر، ثم عرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عثمان: ما أريد أن أتزوج اليوم. فانطلق عمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشكا إليه عثمان وأخبره بعرضه حفصة عليه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة".

ثم خطبها إلى عمر فتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلقي أبو بكر عمر بن الخطاب فقال له: لا تجد علي في نفسك فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ذكر حفصة فلم أكن لأفشي سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولو تركها لتزوجتها.

ماتت أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين من الهجرة.

وفي رواية: أن جبريل أثنى عليها فقال: إنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة (٢).


(١) اختلف الناس هل ساهم حسان في قصة الإفك أم لا؟ وبيت حسان الآتي خير دليل لدى على براءته. يقول في مدح عائشة وبراءة نفسه:
فإن كان ما قد قيل عني قلته ... فلا رفعت سوطي إلى أناملي
(٢) الاستيعاب (٤/ ١٨١٢)، والطبقات لابن سعد (٨/ ٨٤).

<<  <   >  >>