قال تعالى: {وامرأته حمالة الحطب (*) في جيدها حبل من مسد} (المسد ٥، ٤).
كانت هذه المرأة شديدة العداوة للرسول (ص)، وكانت تحمل حزمة من الشوك والحسك فتنثرها بالليل في طريق النبي (ص) لإيذائه.
قال الخازن في تفسيره (١) ماتت هذه المرأة كما أخبر القرآن الكريم، كانت حزمة الحطب على رأسها وتعبت في الطريق فأسندت الحزمة إلى حجر حتى تستريح، ولما أرادت استئناف المشي وقح ذلك الحبل في عنقها وتعلقت حزمة الحطب إلى جانب الظهر فصار الحبل مشنقة لها فماتت وقد أخبر القرآن عن موتها بهذه الطريقة البشعة من قبل.
[تنبؤات عن المنافقين]
١ - قال تعالى:{وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير}(التوبة: ٧٤).
كانت القبائل العربية تستعين بدولة الروم أو الفرس في الحروب الداخلية. ولكن حين جاء خبر إخراج المناففين من المدينة، جاء التنبؤ بعدم قدرة أي دولة على نصرهم.
فبعد هزيمتهم في غزوة أحد بذل الراهب فالق أقصى جهده للحصول على مساعدة دولة الروم وأساقفتهم، لكن خاب سعيه ولم يحصل على أية مساعدة، واتصل جبلة بن الأيهم الغساني بعد ارتداده ببلاط هرقل سنوات عديدة، ولكنه لم ينجح في الحصول منه على معونة يستخدمها ضد المسلمين، وهكذا كانت أحوال أغلب المعارضين فصدق التنبؤ بألفاظه ومعانيه.
٢ - قال تعالى:{سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم}(التوبة: ١٠١).
هذه الآية عن المنافقين الذين تخلفوا عن الجهاد دون سبب، وكان عذابهم الأول أنهم اضطروا إلى الكذب من أجل تقديم الأعذار الكاذبة فصاروا في عيون القوم من الكافرين الغادرين ولم يبق لهم في نظر الجميع مكانة تذكر. وهذا العذاب النفسي يكون شديدا، فالضمير الإنساني يؤلم دائما. والعذاب الثاني هو الحرمان مما تركوا الجهاد