للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه الوقائع تدل على أن النبي (ص) كان نقي الذيل طاهر الجانب من كل غرض، ولم يكن تعليمه (ص) مبنيا على مصلحة ذاتية، بل كان بمعزل عن مثل هذه الصفات، كانت ذاته رحمة ومنفعة وخلقه لطفا ورأفة.

انظروا إلى أدعيته التي كان يدعو بها حينا بعد آخر، وفي خطبة ألقاها قبل موته بشهر قال: ((مرحبا بكم حياكم الله بالسلام، رحمكم الله، حفظكم الله، جبركم الله، رزقكم الله، رفعكم الله، نفعكم الله، أدامكم الله، وقاكم الله، أوصيكم بتقوى الله)) (١).

{حريص عليكم). وهذه هي خاصية رسولنا (ص): فيا رب صل وسلم دائما أبدا على نبيك خير الخلق كلهم.

[الخاصية الحادية والعشرون]

{بالمؤمنين رءوف رحيم} (التوبة: ١٢٨)

وصف النبي (ص) في هذه الآية بالرأفة والرحمة.

و ((رءوف)) صيغة مبالغة من الرأفة و ((رحيم)) صغة مشبهة من الرحم.

وينبغي أن نتذكر أن صيغ المبالغة (٢) تدل على الكثرة والتوفر في المعنى، وصيغ الصفة المشبهة (٣) تكون مظهرا للصفة اللازمة وللمعنى الثابت.

وعلى هذا يكون معنى ((الرءوف)) كامل الرأفة والعطف، ومعنى ((الرحيم)) دائم الرحمة، وقد ورد في سورتي البقرة والحج قوله تعالى:


(١) مجمع الزوائد (٢٤/ ٩)، ابن سعد (٣٥٦/ ٢).
(٢) أوزان المبالغة عشرة، والكلمات التالية وردت على هذه الأوزان: نجار، علامة، صديق، مسكن، مسعر، معطار، نصير، ضروب، حذر، فاروق. فالمبالغة تعطي معنى الفاعلية.
(٣) تأتي الصفة المشبهة من الفعل اللازم بمعنى الفاعل، وقد وردت الكلمات الآتية على أوزانها: حسن، طيب، صعب، جبان، شجاع، شفيع، مهد، أشيب، عطشان، كريم، وقور، فرح.
وقد سميت بهذا الاسم لمشابهتها بالفاعل في المعنى والتصرف.

<<  <   >  >>