{إن الله بالناس لرءوف رحيم}(البقرة: ١٤٣، الحج: ٦٥).
ومما يشرف النبي (ص) ويكرمه أن الصفتين اللتين وصف بهما رسول الله قد استعملها رب العزة سبحانه وتعالى لنفسه.
نعم، عمت الرحمة والرأفة الإلهية جميع العالمين، وتخصصت رأفة النبي (ص) ورحمته بالمؤمنين. وبعد إدراك هذا العموم والخصوص في المعنى يجب على المؤمنين الشكر لأنهم خصوا برحمة ورأفة مضاعفتين.
وبالمناسبة نتساءل هل تحقق هذا الشرف للنبي (ص) في الأسماء الأخرى؟
يروى في شعر حسان بن ثابت البيت التالي:
وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد
ولو تم استنان سنة حسان بن ثابت المؤيد بروح القدس لوجدنا نحو ثمانين اسما من أسماء النبي (ص) توافق أسماء الله الحسنى. ومن عادة أئمة السيرة النبوية الأعلام أنهم:
١ - يصوغون اسما من المصدر أو الفعل الذي وصف به النبي (ص) في القرآن الكريم.
٢ - ويعدون الصفة التي تم وصفه بها في الحديث النبوي اسما.
٣ - ويجعلون الأعلام الواردة في الأشعار التي أنشدت بحضرة النبي (ص) ضمن أسمائه.
وفعل أئمة السيرة هذا مستحسن، وهو يدل على حسن الأدب وعلى كماله .. والقائمة التي أوردها الزرقاني في ((شرح المواهب اللدنية)) (١) لأسماء النبي (ص) المباركة مرتبة حسب الحروف الأبجدية مبنية على الأصول الثلاثة المذكورة.
وبعد التصريح بالأصول المذكورة ينبغي القول بأن أسماء النبي (ص) التي ورد التصريح بها في كلام الله تعالى تبلغ (٩٢) اسما. والكلام عن معانيها سيأتي فيما بعد، ولكن نود إيجاز القول في الرأفة والرحمة وهما من أوصاف النبي (ص).