للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في تلك القبيلة فكان أن أسلمت القبيلة كلها، وحين قرأ النبي خطاب علي رضي الله عنه خر ساجدا لله شكرا وقال: السلام على همدان. وتضمن وفد همدان أولئك الذين أسلموا على يد علي رضي الله عنه، وتشرفوا برؤية النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقد أنشد مالك بن نمط هذا الشعر في حضرة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

إليك جاوزن سواد الريف ... في هبوات الصيف والخريف

... مخطمات بحبال الليف ...

[وفد طارق بن عبد الله]

قال طارق بن عبد الله: كنت واقفا بسوق المجاز إذ أقبل رجل وهو يقول: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا - ورجل يتبعه يرميه بالحجارة ويقول: يا أيها الناس لا تصدقوه فإنه كذاب.

فقلت من هذا فقالوا: هذا من بني هاشم يزعم أنه رسول الله، وهذا عمه عبد العزى (وكان اسم أبي لهب عبد العزى) (١).

يقول طارق، وبعدها مرت سنوات، وهاجر النبي إلى المدينة في ذلك الوقت ذهب بعض من قومنا وأنا منهم إلى المدينة حتى نمتار من تمرها، فلما دنونا من حيطانها ونخلها، نزلنا مكانا نغير فيه ملابس السفر ولم نكد نستعد لدخول المدينة حتى قدم رجل في طمرين له فسلم وقال من أين القوم؟ قلنا من الربذة، فسألنا عن سبب قدومنا، قلنا لشراء التمر.

وكان معنا جمل أحمر مخطوم، فقال الرجل: أتبيعون هذا الجمل؟ فقلنا نعم بكذا وكذا صاعا من تمر، فما استوضعنا مما قلنا شيئا وأخذ بخطام الجمل فانطلق، وحين وصل إلى داخل المدينة فبدأنا النقاش فيما بيننا وقال الناس، والله ما بعنا جملنا ممن نعرف ولا أخذنا له ثمنا فقالت المرأة التي معنا في الهودج (امرأة رئيس القوم) لقد رأيت رجلا كأنه شقة القمر ليلة البدر، أنا ضامنة لثمن جملكم، فبينما نحن نتكلم إذ أقبل رجل


(١) زاد المعاد وابن هشام.
يفهم من هذه الواقعة مدى الجهد والصبر والثبات الذي كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو الناس إلى التوحيد، كما أن هذا يدحض قول الأعداء بأن الإسلام انتشر بالسيف.

<<  <   >  >>