للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجيزه قانون الهند الجنائي المعمول به حاليا والمسمى بقانون حماية الاستقلال.

السبب الثاني: إخراجهم من الوطن وتجريدهم من أملاكهم وذلك لمجرد الاختلاف في العقيدة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الملك المعظم ادوارد السابع كان قد وجه لرعاياه رسالة بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاما على حكم الإنجليز في الهند، كان يفخر فيها بمنتهى الاعتزاز (وفخره كان في محله) بأنه لم يحدث وأن أوذي شخص ما لمجرد الاختلاف في العقيدة.

إلا أن المسلمين المظلومين جميعهم بلا استثناء أوذوا وشردوا لمجرد تمسكهم بالتوحيد.

والسبب الثالث: هو سبب عام يثبت أن المسلمين لم يؤذن لهم بالجهاد تحقيقا لفوائد ذاتية أو قومية أو دينية فحسب بل لأن المسلمين كانوا قد عقدوا معاهدات مع اليهود والنصارى وغيرهم من الأمم الأخرى، على أن يتمتع أتباع كل دين بالحرية الدينية الكاملة والآن إذا لم يدافع المسلمون بأرواحهم في سبيل الحفاظ على هذه المعاهدة فإن حرية جميع الأديان ستصبح في خطر، وتهدم البيع والصوامع فإذا لم توجد أمة تحافظ على المعاهدة فمن ذا الذي يعمل طبقا للمعاهدة؟

كل هذه الأسباب أوجبت على المسلمين، مع قلة عددهم وعتادهم أن يحاولوا صد المهاجمين بعيدا عن المدينة (١).

[هجوم قريش الثاني على المسلمين أو غزوة بدر]

في رمضان عام ٢ هـ خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه المسلمين من المدينة، ويمكن التعرف على مدى عدة وعتاد هذا الجيش، إذا عرفنا أن كل ما لديه كان فرسين وستين بعيرا.

ومن المصادفة العجيبة أن عدد أهل بدر كان يساوي جيش طالوت حينما خرج


(١) ومثل هذا النوع من القتال أقلق المسلمين لعدة سنوات، فقد رفع السيف دائما في وجههم واستمرت الجهود الرامية إلى القضاء على الإسلام بالسيف، ولكن الإسلام استمر في الانتشار، وهنا سنذكر باختصار وإيجاز أهم وأشهر الغزوات.

<<  <   >  >>