للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - كانت معظم قبائلها في خلاف مع بني هاشم، واتباع تعليم شخص من قبيلة معادية كان بمثابة عار وحقارة.

٥ - اقتنعت قريش تماما بعبادة الأوثان ولم تكن لتتصور أي دين أفضل مما كانت عليه.

٦ - اعتادت قريش التحرر من قيود وضوابط أي قانون واعتادت الزنا والقمار وقطع الطرق، والقتل والحنث بالوعد والدعارة، فرأت في نظام الإسلام عدوا لعاداتها المحببة إليها.

[ظلم قريش للمسلمين]

وعليه شمرت قريش عن ساعد الجد لمعارضة دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصممت على القضاء على أي بادرة للإسلام واتبعت في ذلك عدة أساليب:

أولا: أسلوب إيذاء المسلمين إيذاء شديدا حتى يرتد من دخل الإسلام، ولا يدخله أحد من جديد. ويصعب هنا تفصيل الحديث عن تلك المظالم التي ألحقتها قريش بالمسلمين، وما أوقعته بهم من صنوف الإيذاء، ونذكر هنا باختصار طرق التعذيب وأحوال بعض المسلمين ممن عذبوا.

١ - كان بلال رضي الله عنه حبشيا وعبدا لأمية بن خلف فلما سمع أمية أن بلالا رضي الله عنه أسلم، اخترع له صنوفا متنوعة من العذاب، كأن يربط حبلا في عنقه ويتركه للصبيان يطوفون به جبال مكة، فكان تأثير الحبل على رقبته رضي الله عنه ظاهرا، كما كان يلقيه على رمل مكة المحرق، ثم يضع حجرا ساخنا على صدره، كما كان يشد يديه ثم يضرب بعد ذلك بالعصيان، وكثيرا ما أجلس تحت أشعة الشمس المحرقة، أو ترك جوعانا بلا طعام، وكان بلال رضي الله عنه في كل هذه الأحوال لا ينطق إلا بعبارة "أحد أحد" وقد اشتراه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأعتقه لله (١).

٢ - أسلم عمار (٢) ووالده ياسر رضي الله عنه ووالدته سمية رضي الله عنها فأذاقهم أبو جهل صنوف العذاب، ورآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم يعذبون ذات يوم فقال: "اصبروا ياآل ياسر فإن موعدكم الجنة"، وطعن أبو جهل التعس سمية رضي الله عنها في موضع العفة


(١) توفي في دمشق عام ٢٠ هـ وهو في الثالثة والستين.
(٢) استشهد في غزوة صفين وعمره ٩١ أو ٩٢ سنة.

<<  <   >  >>