[تشاور رؤساء قريش لقتل النبي - صلى الله عليه وسلم -]
عقد رؤساء قريش جلسة سرية في دار الندوة لتدبير قتل النبي، وكان قصي بن كلاب قد بناها لتكون بمثابة إيوان لبرلمان قريش، وقد حضر هذه الجلسة أيضا شيطان نجد العجوز المحنك [في هيئة شيخ جليل] واجتمع فيها رؤساء قبائل قريش المشهورين وهم:
١ - من بني عبد شمس، شيبة وعقبة ابنا ربيعة وأبو سفيان بن حرب.
٢ - من بني نوفل طعيمة بن عدي وجبير بن مطعم والحارث بن عامر.
٣ - من بني عبد الدار النضر بن حارث بن كلدة.
٤ - ومن بني أسد بن عبد العزى، أبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، وحكيم بن حزام.
٥ - ومن بني مخزوم أبو جهل بن هشام.
٦ - ومن بني سهم نبيه ومنبه ابنا الحجاج.
٧ - ومن بني جمح أمية بن خلف (١).
قال أحدهم: اقبضوا عليه وضعوا في عنقه طوقا وسلاسل واحبسوه في مكان وأغلقوا عليه الباب حتى يذوق موت زهير والنابغة ومن مضى منهم.
فقال الشيخ النجدي: لا، لا لئن حبس محمد فسيخرج أمره لأصحابه، فيسعون لتخليصه ثم يكاثروكم به حتى يغلبوكم ويقضوا عليكم.
فقال آخر: نحمله على بعير جامح وننفيه من هنا، فلا نبالي إذا غاب عنا وفرغنا منه وليمت كما يشاء.
فقال الشيخ النجدي: لا، لا، ما هذا لكم برأي، أنسيتم حلاوة حديث محمد، فهو غالب بسهولة على قلوب من حدثهم، فهو أنى ذهب غلب على الناس بذلك حتى يتبعوه ويكونوا معه وفي النهاية يأتون إليكم لينتقموا لنبيهم.
(١) قال تعالى في كتابه الكريم: {يكيدون كيدا وأكيد كيدا. فمهل الكافرين أمهلهم رويدا} ولنفكر هنا في عاقبة هؤلاء الرؤساء في ضوء هذه الآية الكريمة، فقد قتل منهم أحد عشر رجلا في غزوة بدر، أما من نجا منهم من القتل وهم أبو سفيان بن حرب وجبير بن مطعم وحكيم بن حزام فقد أنجاهم الله من الموت وهداهم الله إلى الإسلام في النهاية.