٢ - وشاءت رحمة الله أن يطهر الناس من الذنوب، ولكن قضت عدالة الله أن يتحمل الإنسان عقاب ذنوبه.
وحل الله تعالى هذه المشكلة فأرسل ابنه إلى الدنيا فصار ملعونا ودخل جهنم وتحمل الألم والعقاب فصار كفارة للعصاة، وهكذا تم مقتضى العدل، فغفر الله الرحيم عندها للعصاة عصيانهم.
وقد صحح الإسلام الأصلين:
الف: فقال عن خطأ آدم إنه تم العفو عنه بالتوبة وتطهر آدم من الذنب، ولذا لا يصح تحميل بني آدم الذنب:
١ - {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم}(البقرة: ٣٧).
٢ - {ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى}(طه: ١٢٢).
ب - وبين الإسلام فيما يتعلق بالعدل والرحمة أن معاقبة البرئ بدل المذنب ظلم، ولذا لا يصح دخول المسيح الطاهر جهنم ملعونا.
وعلى هذا يتنافى أمر عقاب البرئ بغية الرحمة بالعصاة.
١ - يعفى عن التقصير في حقوق الله بالتوبة، والله تعالى يكتب الرحمة على نفسه في حقوقه ويعامل بالرأفة والشفقة.
٢ - أما حقوق العباد فإن الله تعالى يعامل فيها بالعدل، وتقريرا لهذا المبدأ قال النبي (ص): ((يغفر كل ذنب للشهيد إلا الدين)).