(١) جعل الله زكريا أبكم جزاء لعدم تصديقه كلام جبريل.
(٢) كانت مدة بكمه إلى ولادة الولد الموعود به.
وفي القرآن الكريم أن زكريا كان سأل ربه عن آية حين بشر بهذا الأمر فجعل الله آيته ألا يكلم الناس ثلاث ليال إلا رمزا.
وهنا يستطيع القارئ أن يفهم هل يستمد القرآن هذه المضامن من كتاب قبله أم أنه يصلح خلل ما قبله وينفي عن زكريا ما ينسب إليه من عيب.
يحيى عليه السلام: وصف يحيى في الإنجيل يوحنا أى " المعمد" ورد ذكره في إنجيل لوقا في الأصحاح (١/ ٥٧ - ٨١)، ثم في الأصحاح (٣/ ١ - ٢٠)، ثم في الأصحاح (٧/ ١٩ - ٢٩). وورد ذكره في القرآن في سورتي مريم وآل عمران بإيجاز.
ففي سورة مريم: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا (...) وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا (...) وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا} (سورة مريم: ١٢ - ١٤).
وجاء وصفه في سورة آل عمران بهذه الألفاظ:{مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين}(سورة ال عمران: ٣٩).
هذه الصفات الاثنتا عشرة لا نجدها في إنجيل لوقا كله.
ويفهم من هذا أن ما ذكره القرآن عن زكريا كثير رغم إيجازه ومن الخطأ أنه مستمد من الكتاب المقدس.
عيسى المسيح عليه السلام: أخبر القرآن الكريم أن عيسى عليه السلام كان بشرا ويعتقد النصارى أنه إله. وكذلك أخبر القرآن أنه كان رسولا وهم يقولون: إنه ابن الله. وعلى ذلك لا يملك النصارى أن يقولوا إن ما ورد في القرآن الكريم عن أحوال المسيح مستمد من الأناجيل وهكذا لسنا بحاجة إلى أن نفصل القول في المسيح عليه السلام.
إلا أن إحسان القرآن على النصارى سوف يبقى على الدوام، لأنه كذب اليهود ورفع من شأن عيسى بوصفه مريم بالصديقة، وهكذا صدقت على الرسول - صلى الله عليه وسلم - الفقرة الواردة في الأصحاح (١٦) من إنجيل يوحنا وهى: " ذاك الذي يمجدني ".