للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل السادس

تنبؤ القرآن ذي الذكر

هل يستطيع من يجعل القرآن من تأليف محمد (ص)، ولا يؤمن بنبوته، تعليل إخبار القرآن عن المغيبات القادمة، وإعلانه عن الزمن المستقبل؟

وإتماما للحجة على المنكرين وشرحا لصدور المؤمنين نذكر تلك التنبؤات الثابتة بالقرآن الكريم. والزمن الطويل الممتد عبر القرون الأربعة عشر يشهد بصدق تلك التنبؤات بدقة منذ نزول القرآن إلى اليوم أمام العالم كله.

[سبعة تنبؤات عن القرآن الكريم]

التنبؤ الأول: عدم الإتيان بمثل القرآن. قال تعالى:

{قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا} (الإسراء: ٨٨).

إن عظمة ألفاظ الدعوى وقوتها بادية بالتأمل في الآية السابقة.

عصر النبوة: على الذين يزعمون أن القرآن كلام محمد (ص) أن يتأملوا كيف أخزى التحدي المذكور زهيرا والنابغة وامرئ القيس وعنترة؟

إنهم كانوا يستكتبون كلامهم بماء الذهب على جلد الظبي ويعلقونه على جدران الكعبة أيام الحج، فكيف لم يقبلوا هذا التحدي؟

كان أبو لهب وأبو جهل وكعب بن أشرف وسلام بن مشكم من القرشيين واليهود قد ضحوا بالمال والنفس والولد في سبيل القضاء على الإسلام، فلماذا لم يلتفتوا إلى أمر يسير ووسيلة سهلة؟

ما أعجب الأمر! رجل تربى وترعع فيهم وتكلم بلغتهم، ثم استخدم كلمات مستنفرة لهممهم وموقظة لحماسهم في دينهم وعاداتهم وتقاليدهم وآلهتهم، وقدم لتأييد

<<  <   >  >>