دعواه دليلا بكلام جرى على لسانه. وفي مثل هذه الحالة لم يستطع أحد أن يتكلم بمثل كلامه وأن يبطل تحديه بإتيان كلام مثل كلامه!.
العصر الحاضر: وإذا ما صرفنا النظر عن ذلك الزمن ونظرنا إلى عصرنا وجدنا مئات الألوف من اليهود والنصارى في سوريا وبيروت ودمشق ومصر وفلسطين، لغتهم الأم العربية، ويقدرون على إنشاء النثر العربي، ويصدرون الجرائد والمجلات، فلماذا لا يقفون أمام تحدي القرآن؟
إن فيهم الأدباء واللغويين الذين قاموا بتأليف المعاجم الشهيرة مثل: قطر المحيط والمنجد وأقرب الموارد والمحيط وغيره. فلماذا لم يسعوا لتأليف كتاب مثل القرآن ولو بعشر سور أو بسورة؟
والحقيقة أن الرجل كلما كان متفوقا في العربية وصاحب يد طولى في الأدب كلما تملكه رعب القرآن.
إن الملايين تنفق اليوم في نشر النصرانية بسخاء، ولكن لم يظهر من يقبل تحدي القرآن الكريم.
ويمكن أن يقول معترض أن النبي (ص) كان قد أتى بالتحدي المذكور بعد الاطلاع على كفاءة أدباء عصره، ولكن ماذا يقال عن الأدباء الذين جاءوا بعد عصره (ص)؟
التنبؤ الثاني: هو أن القرآن الكريم سيظل محفوظا إلى الأبد.
قال تعالى:{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}(الحجر: ٩).
تتجلي قيمة هذا الوعد وعظمة حفظ القرآن إذا ما عرفنا شيئا من أحوال الصحف السابقة.
١ - كان اللوحان اللذان أعطيهما موسى مكتوبين على جبل الطور وهما أصل التوراة، وكانا قد تحطما حين جاء موسى إلى الميدان فوجد قومه يعبدون العجل، فأقلق موسى هذا الأمر كثيرا فرمى الألواح وأخذ أخاه.
وبعد هذا الحادث تمت كتابة الوصايا العشر وغيرها في حياة موسى ووضعت في تابوت عهد الرب (١). وهذه هي النسخة التي يعتقد أنها كانت محفوظة إلى عهد داود في