خيمة العبادة. ولكن الأصحاح الثامن من الملوك الأول يوضح أن تابوت العهد حينما أتى به من خيمة العبادة إلى هيكل سليمان لم يكن فيه سوى اللوحين الحجريين المنكسرين (١).
والآن علينا أن نفترض دون أي سند كيف جمع سليمان شريعة التوراة ثم وضعها في صندوق العهد. لكن من المسلم به أن النسخة التي كانت في الهيكل قد أحرقت سنة ٥٨٦ ق. م. على يد بخت نصر مع الهيكل، وفي عهد الملك دارا ملك إيران بنى الهيكل من جديد (زروبابل) وغيره من رؤساء بني إسرائيل، وتم البحث عن الكتاب ولكن لم يعثر عليه (كتاب عزرا). وهنا أعد عزرا بذاكرته وبمعونة حجي وزكريا الكتاب الذي يطلق عليه اليهود اسم ((التوراة)) (وهو الذي ترجم إلى اليونانية بأمر ابن توكس) وكان ذلك في عام ٢٠٠ ق. م.
وحينما هجم ابن توكس الرابع على مصر أحرق قائده تلك النسخة والهيكل، وتم البحث عن جميع كتب اليهود وأحرقت وأمر اليهود بالوثنية، وكان ذلك في عام ١٦٦ ق. م. وكان شيخ كاهن قد فر مع أبنائه الثلاثة إلى موطنه في مدينة مودن، وكتب أحد أبنائه ويدعى مقاييس كتابا في مجلدين عرف باسمه، وتعتقد عدة فرق من اليهود أنه هو الكتاب السماوي.
انظروا إلى النقاط السابقة ولاحظوا أنه لا أساس لوجود ألفاظ الكتاب الأصلي.
٢ - والآن اسمعوا قصة الإنجيل، اشتهر لدى النصارى أربعة كتب باسم الإنجيل وهي: إنجيل متى وإنجيل مرقس وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا.
وحكاية إنجيل متى هي أنه كتب أولا بالعبرية في مدينة يهوذا بالشام، ولكن لا وجود لهذه النسخة العبرية الآن في العالم، وتوجد لها ترجمة يونانية، ولكن لا يستطيع أسقف نصراني أن يذكر الترجمة أو شخصية المترجم، أما حال الكتاب الحالي فيقول عنه شارح الإنجيل الأستاذ نورتن أن الباب الأول والثاني منه لا يصح نسبتهما إلى إنجيل لوقا، واعترف بأنهما من تأليف المؤلف الأصلي (كتاب الإسناد ص ٥٣، النسخة المطبوعة ١٨٣٧ م).
ومؤلف الإنجيل ((لوقا)) تلميذ بولس، وهو لم ير المسيح، وخالف أستاذه المسيح