للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها بحربة فقتلها (١).

٣ - أما أبو فكيهة واسمه أفلح فقد ربطت قدماه بالحبال وراحوا يجرونه على أرض صخرية (٢).

٤ - وخباب بن أرت رضي الله عنه كان شعر رأسه ينتف وعنقه يلوى، وجسده يكوى بالجمرات الملتهبة (٣).

٥ - أما يعينة وزنيرة ونهدية وأم عبيس فكن جوار مسكينات تعرضن للتعذيب الوحشي الشديد على أيدي مواليهن قساة القلوب.

ولم يكن سلوك قريش هذا مع العبيد والضعفاء فقط، بل اتبعوا هذا السلوك الوحشي مع أبنائهم وأقاربهم المسلمين أيضا (٤).

٦ - ولما بلغ خبر إسلام عثمان بن عفان رضي الله عنه عمه، كان هذا التعس يلف عثمان رضي الله عنه بقعف النخل ويحمى النار من تحته.

٧ - أما مصعب (٥) بن عمير فقد أخرجته أمه من البيت وجريمته في ذلك أنه أسلم.

٨ - وكانت قريش تلف بعض الصحابة رضوان الله عليهم في جلود البقر والإبل، وتلقي بهم تحت وهج الشمس، كما كانت تلبس بعضهم درعا من الحديد ثم تلقى بهم فوق جمرات ملتهبة.

وجملة القول أنهم كانوا يذيقونهم عذابا وحشيا لا يصمد أمامه إلا من آمن بمصداقية الإسلام، فالأمم السابقة قد حبست وقتلت الأنبياء بالدراهم المزيفة (٦).

[إساءة قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم -]

وفي أكثر الأوقات كانوا يفرشون طريق النبي - صلى الله عليه وسلم - بالشوك حتى تجرح قدميه في


(١) مدارج النبوة، مجلد ٢ [ص:٥٠]
(٢) إعجاز التنزيل [ص:٥٣].
(٣) توفي بالمدينة سنة ١٩ هـ وعمره ٦٣ سنة.
(٤) اعجاز التنزيل [ص:٥٣].
(٥) إستشهد في غزرة أحد.
(٦) زاد المعاد المجلد الأول [ص:٢٤]، ٢٩٧.

<<  <   >  >>