للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سواد بطنها، فجعل منها قصعتين، فأكلوا أجمعون وشبعنا، ففضلت القصعتان فحملناه على البعير (١).

[التأثير في النباتات]

حنين الجذع: الحنين في اللغة صوت المشتاق الذي يخرج من فمه من أجل فراق المحبوب. والجذع أصل النخل المقطوع. والحديث الذي نورده هنا أخرجه من المحدثين الإمام البخاري ومسلم وابن خزيمة وابن حبان والشافعي في ((مسنده)) وأحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة والحاكم والبيهقي والطبراني وأبو يعلى. والذين شاهدوا هذه المعجزة ورووا من الصحابة المصلين هم:

سيد القراء أبي بن كعب (ت ١٩ هـ)، جابر بن عبد الله الشهيد (ت ٧٢ هـ)، خادم الرسول أنس بن مالك (ت ٩٢ هـ)، عاشق السنة عبد الله بن عمر (ت ٧٣ هـ)، ابن عم النبي عبد الله بن عباس (ت ٨٨ هـ)، سهل بن سعد الساعدي (ت ٩١ هـ)، أبو سعيد سعد ابن مالك الخدري (ت ٧٨ هـ)، بريدة بن الخطيب الأسلمي (ت ٦٣ هـ)، أم المؤمنين أم سلمة (ت ٥٩ هـ)، مطلب بن أبي وداعة القرشي رضي الله عنهم.

وقصة ذلك أن المسجد لما بني بالمدينة لم يكن فيه منبر، فكان النبي (ص) يقوم يوم الجمعة إلى نخلة، فاتخذ تميم الداري (٢) للنبي (ص) منبرا بعد إذنه، صنعه له غلام امرأة من الأنصار، وكانت له ثلاث درجات، إحداها للجلوس واثنتان للصعود. فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي. وفي رواية جابر بن عبد الله: سمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار، حتى نزل النبي (ص) فوضع يده عليها فسكت. وفي رواية: ثم أمر به فدفن (٣).

وقد أخرج ابن أبي حاتم في كتاب ((آداب الشافعي ومناقبه)) عن عمرو بن سواد


(١) البخاري ٢٦١٨، ومسلم ٢٠٥٦.
(٢) هو تميم بن أوس بن خارجة، ينسب إلى الدار وهو بطن من لخم، كان نصرانيا فأسلم.
(٣) البخاري ٩١٨، ٣٥٨٣، ٣٥٨٤، ٣٥٨٥.

<<  <   >  >>