تضمن لقاء النبي (ص) مع مختلف الأنبياء عليهم السلام في السماوات المختلقة الكثير من النصائح الدينية.
١ - فكما أن ملوك العالم يعينون أمراء لاستقبال ضيوفهم ابتداء من حدود الدولة وحتى بلاطهم الخاص تكريما للضيوف، فكذلك تم تعيين الأنبياء الكرام لاستقبال النبي (ص) من السماء الأولى إلى السماء السابعة.
٢ - آدم أبو البشر وأول الأنبياء، ولذا كان لصلته بالسماء الأولى معنى خاص، لقد قاسى ألم ترك الجنة ولكنه لما هبط إلى الأرض، وأكرم بخلافة الأرض، وعمرت الأرض بولده، تحول ألمه إلى سرور، والنبي (ص) كان قد ترك ((أحب البلاد عند الله))، إلا أن إقامته بالمدينة الطيبة كانت سبب انتشار الدعوة الإسلامية ونشر العلوم، فمن هنا ارتفعت أعلام الفتح والانتصار، وصارت هذه البلدة مقرا لخلفائه أيضا.
٣ - بين يحيى وعيسى عليهما السلام قرابة، وكان اصطباغ المسيح قد تم على يد يحيى، فهما متماثلان في الزهد والجهد، ومن هنا كان اجتماعهما في مكان واحد، بهدف اطلاعهما على زهد النبي (ص) وتوكله، وإعراضه عن الخلق، وأحواله في المستقبل؛ وكان يحيى قد فوض أمره إلى عيسى، وبشر عيسى بأن إتمام الصدق والحق يتم على يد النبي (ص) ولهذا وجب أن يرى هذان الصالحان إتمام أمانيهما.
٤ - تماثل أحوال يوسف عليه السلام تماما أحوال النبي (ص)، فكلاهما صاحب جمال وكمال، وكلاهما واجه الابتلاء، وامتاز بفرط العفو والكرم، وبشرا الأعداء الظالمين:{لا تتريب عليكم اليوم} وآل إليهما الملك والأمر، وارتجلا عن الدنيا بفوز ونجاح وعزة وكرامة.
٥ - قابل النبي (ص) إدريس عليه السلام في السماء الرابعة ولإدريس منزلة خاصة في كثرة الدرس والتبحر في التعليم والإرشاد والاعتناء بالتدريس، وهكذا كانت حال النبي (ص)، كما بين القرآن الكريم:
{يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة}(آل عمران: ١٦٤).