للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جنبه، فلما هيئ له المنبر حن الجذع حتى سمع صوته، كما ورد في رواية النسائي (١) والصحيحين وغيرها (٢).

وكاتب السطور يقول: إن المراد بإحياء الموتى إعادة الحياة إلى أجسام الموتى، التي كانت موجودة فيها قبل. أما بكاء النخل فإنه أعجب، لأنه عبارة عن حدوث صفة إنسانية في جسم نباتي، وليست هذه الصفة عبارة عن مجرد البكاء والارتعاد والارتعاش بل فيها إحساس وشعور بفراق الحبيب وفقدان الشرف، حتى كأن لونا من العشق والحب دخل في هذا الجذع.

وكان الحسن البصري (ت ١١٠ هـ) يذكر هذا الواقع فيقول: أيها الناس، هذه حالة جذع في فراق الرسول، فانظروا إلى أحوالكم.

ولنتذكر أن النبي (ص) أمر بدفن هذه النخلة لأنها صارت مظهرا للصفات الإنسانية.

وهذه النكتة تقوي دليل الإمام الشافعي أكثر.

[التأثير على الحيوان]

١ - ورد في صحيح مسلم عن جابر قال: غزوت مع رسول الله (ص)، فتلاحق بي النبي (ص) وتحتي ناضح لي قد أعيا، فقال لي:

((ما لبعيرك؟)) قلت: عليل، فتخلف رسول الله (ص) فزجره ودعا له، فما زال


= ((ثم قال: أحمد أحمد في الكتاب الأول، صدق صدق أبو بكر الصديق، الضعيف في نفسه، القوي في أمر الله، كان ذلك في الكتاب الأول. صدق صدق عمر بن الخطاب، القوي الأمين في الكتاب الأول، صدق صدق عثمان بن عفان على منهاجهم، مضت أربع سنين وبقيت اثنتان، أتت الفتن، وأكل الشديد الضعيف، وقامت الساعة، وسيأتيكم خبر بئر أريس وما بئر أريس)). وليعلم أن هذه الرواية أصح مما ذكرته الأناجيل دون شك. وزيد بن خارجة وأبوه كلاهما من الصحابة ومن رؤساء الأنصار.
وهناك تنبؤ في قصر بئر أريس، وذلك أن خاتم النبي (ص) كان في يده (ص)، حتى قبض، وفي يد أبي بكر حتى قبض، وفي يد عمر حتى قبض، وفي يد عثمان فبينما هو عند بئر أريس إذ سقط في بئر، فأمر بها فنزحت فلم يقدر عليه. (البخاري ٥٨٧٢)، أبو داود (٤٢١٥) ومنذ ذلك اليوم قامت الفتنة واختلت الخلافة.
(١) سنن النسائي ٢/ ١٠٢.
(٢) آداب الشافعي ومناقبه ص ٨٣.

<<  <   >  >>