وسيرة الرسول (ص) تدلنا على أنه (ص) فاق أمته في جميع أقسام الجهاد هذه.
فكانت عزيمة النبي (ص) وإرادته ونيته وأمنيته وراحته وقيامه من أجل الجهاد في سبيل الله.
أما الدعة والراحة التي تخص أهل الحكم، والوهن والضعف الذي يلحق الأمراء، والكسل والجمود الذي يحبه المترفون، فقد كان (ص) بعيدا عنه كل البعد.
كان الجهد والسعي والطلب والرقي والسمو والتحرق والتألم والحزن والشوق من شمائل النبي (ص). وبفضلها وتأثيرها سهل على الصحابة رضي الله عنهم التخلي عن الأهل والأسرة والضياع والأمتعة والراحة والدعة، وانقطعوا للجهاد في سبيل الله. وبهذه الصفة العالية تركوا الوطن واعتبروا الحياة الدنيا حياة دنيئة، فهجروا الوطن، وعلموا الدنيا كلها درس الهمة العالية والعزم الراسخ والطلب الصادق والسعي الموفور، حتى ارتجت أرجاء الشرق والغرب بنداء {كلمة الله هي العليا}(التوبة: ٤٠).
وبأسوته (ص) أدرك الناس أن الدنيا دار العمل، وحاسبوا فيها أنفسهم، وتمثلت أمام عيونهم الحياة الروحية التي تتبع الحياة الدنيوية.
فليت أهل الإسلام حسبوا ذلك العلم والعمل مآل الحياة، وجعلوا السعي والطلب طبيعتهم وجبلتهم، حتى يستحقوا لقب الأمة الحية بين أمم العالم الحية.
لا، لا، إن أهداف الأمم التي توصف اليوم بالأمم الحية أهداف منحطة جدا، والواجب على أهل الإيمان السمو والنهوض وذلك بإخلاص النية والعمل، حتى يكونوا مع النبيين والصديقين والشهداء، ويوضع على رءوسهم إكليل سعادة الدارين وهو ما يطلق عليه إكليل الخلافة أيضا.
[١٧ - وقرة عيني في الصلاة]
الحج مرة في العمر، كما أن تحديد يوم معين في السنة يكفي لأداء الزكاة، ويأتي صوم رمضان بعد أحد عشر شهرا.
ولكن الصلاة فرضت في اليوم الواحد خمس مرات، والطفل إذا بلغ سبعا يؤمر بالصلاة، ويضرب إذا تركها إن بلغ عشرا.