للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو رحمن الدنيا ورحيم الآخرة يقبل خاصة دعاء المطيعين من العباد:

{أجيب دعوة الداع إذا دعان} (البقرة: ١٨٦).

وهو العزيز الحكيم يقبل دعاء عباده سريعا حتى يرسخ في قلوب العالمين صدق وعده وكرامة رسوله (ص) وحرمته، وحتى تصير هذه العلامة نفسها معجزة لا يستطيع العالم أن يأتي بنظيرها، وهداية لطلاب طريق الحق، وآية تقرب إلى الله تعالى.

وهناك مئات من النظائر لأن النبي (ص) تكلم بكلام حققه الله تعالى بكامل معانيه ومحتواه.

إن إحصاء مثل هذه النظائر عسير، ولكن واجب مؤلف السيرة أن يعطر نفوس القراء بشذا رياض السيرة العطرة.

١ - أخرج الشيخان عن أنس بن مالك قال: أصابت الناس سنة على عهد النبي (ص)، فبينما النبي (ص) يخطب في يوم جمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا، فرفع يديه، وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته (ص)، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي فقال: يا رسول الله، تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا فرفع يديه فقال: ((اللهم حوالينا ولا علينا)) فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت وصارت المدينة مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهرا، ولم يجئ أحد من ناحية الأحدث بالجود (١).

[دعاء يحفظ من القتل]

٢ - روى الطبراني في الأوسط أن ضمرة بن ثعلبة أتى النبي (ص) فقال: ادع الله لي بالشهادة، فقال النبي (ص):


(١) البخاري ٤١٣/ ٢ رقم ٩٣٣، ومسلم ٦١٢/ ٢ رقم ٨٩٧، ودلائل النبوة للبيهقي٦/ ١٤١، وقد روى البيهقي وابن عساكر كلمات دعاء النبي (ص) التي استسقى به، وهي:
((اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا غدقا طبقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضار تملأ به الضرع وتنبت به الزع وتحيي به الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون)).

<<  <   >  >>