يحزنون (...) يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين (...) الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم}. (سورة آل عمران: ١٦٩ - ١٧٢).
وقد كنت كتبت مقالا حول واقعة كربلا وأردت أن أضمه إلى هذا الكتاب ولكن اقترح على أصدقائي نشره على حدة ليصل إلى أيدي الكثير من القراء لقلة ثمنه. وقد ذكرت في هذا المقال الأحداث بعد تحقيقها، والتأكد من صحة كل ما ذكرت بدقة كما ذكرت نصوص الرسائل الأصلية، وحققت أسماء الشهداء وقبائلهم.
[الإمام زين العابدين رضي الله عنه]
اسمه علي ولقب بزين العابدين والسجاد وذي الثقتات لكثرة عبادته. كان ابن ثلاث وعشرين سنة حين وقعت كربلا. ولد سنة ثمان وثلاثين من الهجرة وتوفي سنة خمس وتسعين من الهجرة. واسم أمه يزدجر كانت قد أسرت في خلافة عمر الفاروق.
واستمر نسله من أبنائه الستة: محمد الباقر وعبد الله الباهر وزيد الشهيد وعمر الأشرف وحسين الأصغر وعلي الأصغر. وكانت له بنتان: أم كلثوم وخديجة.
أما أم كلثوم فتزوجها داود بن الحسين المثنى، وولدت له سليمان، واستمر نسل سليمان من داود وإسحاق والحسن.
وأما خديجة فتزوجها محمد بن عمر بن علي المرتضى، وولدت له عبد الله وعبيد الله وعمر واستمر نسله.
ـ[عبد الله الباهر بن زين العابدين]ـ: هو شقيق الإمام الباقر. استمر نسله من محمد الأرقط. كان له ابن واحد هو إسماعيل، وكان لإسماعيل ابنان الحسن ومحمد وتوجد هذه الذرية في الري وقم وجرجان.
ـ[زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين]ـ: كانت أمه جارية ادعى الخلافة في عصر حكومة هشام، فبايعه أناس كثيرون، ومن الكوفة وحدها خمسة آلاف بالإضافة إلى من بايعه من المدائن والبصرة وواسط والموصل وخراسان والري وجرجان، فلما زحف إليهم يوسف الثقفي بجيشه فروا عنه، فقال لهم الإمام الشهيد: رفضونا اليوم، ومنذ ذلك اليوم شاعت كلمة الرافضي. استشهد لخمس عشرة ليلة خلت من صفر المظفر سنة إحدى