للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمراض الروحية التي تلحق أي عضو من أعضاء الإنسان، ثم أرشد إلى علاجها وإلى استخدام الأدوية المفردة والمركبة في هذا العلاج، وحدد الأدوية التي تنفع في صحة القلب والحياة الروحية ونشاط الأعضاء الرئيسة، دواء بعد دواء.

وبعد تكميل النفس يبدأ الدور الثاني لتعليم الحكمة من عند رسول الله (ص) ويتلقى الناس الأحكام المفصلة لتدبير المنزل وتربية العائلة.

وفي الدور الثالث تبدأ دروس سياسة المدن، فبين (ص) واجبات الأمم والبلدان وحقوقها بتفصيل واف.

وقام النبي (ص) بكل هذه المساعي بصفته معلما للحكمة، ولا يسع أهل البصيرة إلا أن يعترفوا بأن أحدا لم يؤد هذه الفريضة أفضل من النبي (ص).

وليعلم أن من أسماء الله الحسنى ((الحكيم)) ونفس هذا الاسم أطلق على كتاب الله تعالى {يس والقرآن الحكيم} (١) وهذا الكتاب جعل النبي (ص) معلما للحكمة، ولهذا يعرف علو منزلة الحكمة والعلم والمعرفة، ومن هنا تتضح المكانة العالية للنبي (ص).

وعن تعليم النبي (ص) الحكمة أسوق حديثا في ختام هذا المبحث، وهو يساعد في إدراك المعنى العميق للحديث وسعة تعليم النبي (ص) الحكمة، إذ يقول (ص). ((الحكمة ضالة المؤمن، إذا وجدها أخذها)) (٢).

[الخاصية السابعة عشرة]

{ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} (٣)

توضح الآية أن الناس كانوا تحت أحمال ثقيلة، وكانت أيديهم وأرجلهم مربوطة بالسلاسل، وتحريرهم من هذه الأغلال والسلاسل والقيود والروابط تم على يد النبي (ص)، وكان ذلك من لوازم نبوته العامة، ونبوته (ص) عامة للعرب والعجم، وقد ورد في دعوته (ص) ((كافة للناس)) ولهذا يجب لفهم معنى الآية المذكورة الاطلاع على القيود


(١) يس: ١.
(٢) الترمذي (٣٦٨٧)، ابن ماجة (٤١٦٩) ضعيف جدا.
(٣) الأعراف: ١٥٧.

<<  <   >  >>