للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأغلال التي كبلت أمم العالم قبل بعثة النبي (ص)، ونحن نذكر هنا بإيجاز أحوال اليهود والنصارى والعرب، فهذه هي الأمم التي يمكن أن تحتل مكانة من حيث التمدن والحضارة:

١ - العرب: ما كانوا يستحيون من الزنا والفجور، بل يفتخرون بأفعالهم القبيحة ويذيعونها في أشعارهم وكلامهم، وكانوا يتعاطون الخمر والمسكرات الأخرى، ولم يكونوا يندمون على ما يصدر منهم من الأعمال القبيحة في حالة السكر.

كانوا يربون القينات أي الجواري للرقص والغناء، وكسبهن بالزنا كان كسبا طيبا عند أصحابهن، وسبايا الحرب يتحولن عندهم إلى قينات، ولم يكن للمرأة أن تحلب ماشية، ولو فعلت امرأة ذلك لهانت الأسرة كلها، والميراث كان خاصا بالرجال البالغين، وكانت النساء والأولاد يحرمون تركة أقاربهم، وقريب الزوج المتوفى يلقى رداءه على الأرملة فتصير زوجة له طوعا أو كرها، وهكذا كان الابن يملك أمه غير الحقيقة، وكانت النساء يخرجن سافرات إلى المجامع العامة، ولم يتحرزن من كشف ما خفي من الجسم لعامة الناس، وكان الرجال والنساء يحفرون الوشم في أجسادهم، والنساء يصلن شعورهن ويتفلجن أسنانهن، ويأخذن طرق الزينة حتى يحسبهن الناس شابات.

وكان الأشراف منهم يئدون بناتهم أو يلقونهم في البئر العميقة، يفتخرون بهذا الصنيع ويرونه أمارة الشرف، ولم تكن هناك قاعدة للزواج ولا طريقة للتفريق بين المحارم وغيرهن من النساء.

وكان الميسر شغلهم الشاغل، وكانت بيوت مشاهيرهم بمثابة دور للقمار، وشاع بينهم الاعتقاد بالأرواح الخبيثة، فكان الناس يؤمنون بأن هذه الأرواح تتصرف في الإنسان، وكانت هناك آلهة خيالية وهمية اخترعوا لها أشكالا وأوثانا منحوتة يعبدونها في معابدهم، وكان لكل قبيلة صنم خاص يرونه مالكا لمصيرهم ولو قام عداء بين قبيلة وأخرى تعدى ذلك إلى الأصنام، وكانت عادة الرهان شائعة بينهم يراهنون بين ثلاثة أو سبعة فرس، وكان الخلاف ينشأ أحيانا في ترتيب الفرس فيؤدي إلى حرب تستمر سنوات.

وكان تحرير العبيد مفخرة، ولكن حق التملك يستمر ثابتا للسيد، فله أن يبيع أو يهب هذا الحق.

<<  <   >  >>